للسؤال طعم لا أخفيه
أيها المضرج في
هلا تعانق جرحي القادم
هل تسفك روحي
فما عدت اقدر على النزف
وتغير في دمي طعم
النزيف
تعالى نعانق جرحنا
نشرب من سفه الأمنيات
تواعدنا حمى الرحيل
يشتتنا غصبا ذاك الرصيف
فاض رصيد الأحلام
على أضلعي
والقلب مضغة من نزق
والروح هبة في سفر الخريف
هذا دمي يسيل
على رصيف التيه
ضيع خطوه
وسيل الحروف
واللغة عاهرة كما نشتهي
تغمز بعين فصولها
وتنقر رجس الدفوف
تخنقني كلما عن لها
أو لهجت بشوقي
غنتني
بلسم العشق لهيب
وشوق وقرب
و إن هنت
تلذذ بلعق السيوف
أيتها اللعوب عانقيني
ولمي فؤادي
اهترأ
يجر الحزن غبنا
كيف أكتب العمر
رجما
والسفر بياض
والحبر مشنقة
وأنا عار دون كفوف
اهتزت سماء الله
على عرش السؤال
تغتاب وجع الريح
حين غاب في صرتها
ينشر صبوته
على باب الملكوت
يا سيدة الأكوان
مدي شراع التيه
والنذر
جاءك سافرا
ينهمر
يزرعك خصبا على عجل
لا ينتظر
ما كنت رحم سوء
ولا أكل السوس خصوبتك
فأعزفي على وتر المنحنى
مزمارك الآفل
أم غامت ألحان النوح
في حنجرة الطير
تأكل من نصب الوقت
ثمالتها
الصوت صخري الوقع
والأغاني حريق
ما اتسعت الرؤية
إلا لتضيق
فوزع صبرك
عل الجوع
يغفر جرأتنا
يغتال لغة الملح
في أحداقنا
ينصب فخاخه للجوعى
لا وقت للموت
والعمر غريق
أركض في الشريان
لاعب زفرتك
وخاتل ملك الرحيل
إن جاءك
فالوقت فعل متعد
تغيم على شفتيه الحسرة
ويغفو الشهيق
واطلب صحبته
يعلمك كل أسماء الموت
ويطلق في الريح
مداه
هذا قداس الصمت
يرتكب جمر الفوضى
ويسير إلى علاه
فاضت خاصرتي
يأخذني دمعي
إلى منتهاه
يا سيدة الفوت
الحرف ملح
والقصيد خطيئة
كبرى
وأنا مازلت أسرج عبرتي
أتهجى قميص الغدر
وأغفو
يراود بعضي
كأس الدهشة والحلم
ويفر من أمامي الطريق
يا سماء الله
يركب الرعد سهوك
تربكه شهوتك
يقترف المحال
العمر ملح
والنفس ظمآى
وأنا لا زال يهدني
ذاك السؤال
نورالدين بن يمينة تونس
