سامح سليمان---و حيد راغب
هل تؤمن بفكرة التعايش السلمي , بين اليهود والعرب وبين الكرد والأتراك, من
خلال فكرة إقامة دولتين, أو إقرار دستور يقر بحقوق كافة الأقليات والأثنيات ما الحل في رأيك؟؟
الأديب وحيد راغب:
الحقيقة انه هناك فرق بين الثلاث قضايا من حيث المبنى والمعنى والمدلول .. ومن أجل التعايش فقضية العرب واليهود الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين التى هى ليست أرضهم .. تختلف عن قضية الكرد والاتراك التى قسمها الاستعمار وشتتت وطن الاكراد مع اربع دول "سوريا والعراق وايران وتركيا .. وبين قضية الاقليات .. كما فى الأقليات المسلمة داخل الدول الغربية مثلا ..أو الاقلية للهنود الحمر الان بعدما سلبت ارضهم فى امريكا .. أو المسيحيون داخل مصر ..
أولا القضية الاولى : التعايش بين العرب واليهود :
حاول الصهيونى هرتزل فى وقت ضعف الخلافة التركية أو الدولة العثمانية بقيادة تركيا .. أن يساوم السلطان عبد الحميد على سد ديونه مقابل ان يعترف بوطن لليهود فى فلسطين فأبى وقد رفض السلطان عبد الحميد مطالب هرتزل. ومما ورد عنه في ذلك قوله :((إذ أن الإمبراطورية التركية ليست ملكا لي وإنما هي ملك للشعب التركي فليس والحال كذلك أن أهب أي جزء فيها ...فليحتفظ اليهود ببلايينهم في جيوبهم ... فإذا قسمت الإمبراطورية يوما ما فقد يحصلون على فلسطين دون مقابل. ولكن التقسيم لن يتم إلا على أجسادنا”((.. ولكن هرتزل لم ينوء .. وظل على فكرته الى أن انتزعها من بريطانيا على يد بلفور بما يسمى وعد بلفور 1918م خلال وبعد الحرب العالمية الاولى . وطن لشعب بلا وطن على ارض شعب له وطن .. وبدأت الفكرة فى التنفيذ وبدأت بريطانيا تحمي اليهود .. وبدأ قيام المستوطنات والزحف على ارض فلسطين بالقوة والتهجير والقتل الجماعي والشراء القسري لأرض فلسطين .. حتى جاء عام 1947-1948وتم الاعتراف بدولة اسرائيل من قبل الامم المتحدة بجوار دولة فلسطين .. ولكن ما حدث قيام حرب 1948م بين العرب واليهود وانتصر فيها اليهود بمعاونة امريكا والغرب .. ثم الزحف اكثر على الاراضى الفلسطينية .. الى ان تكونت منظمة فتح للدفاع عن ارض فلسطين وحرب 1967م التى احتلت فيها اليهود الجولان السورية وسيناء المصريةوجزء من ارض الاردن ..ولم تعترف اليهود باى ارض لشعب فلسطين ثم حرب 1973م التى استردت فيها مصر سيناء ثم طابا بعد معاهدة سلام فى نهاية السبعينات من القرن العشرين مع اليهود .. وكثرت المفاوضات بين اليهود والفلسطينيين فى اوسلوا وغيرها وباءت بالفشل كلها الى الحالة اتلرثة التى نحن عليها الان من السطوة اليهودية بمساعدة امريكا والغرب .. اذن لا يمكن التعايش بين العرب واليهود الا بعودة الارض حتى حدود قبل 1967 م وقيام دولتين بين الشعب الفلسطيتى واليهود للتعايش وهذا ما ترفضه اسرائيل ومن ثم فمن اين يأتى التعايش .
ثانيا القضية الكردية ليس فقط على مستوى تركيا والأكراد ولكن بين الدول الاربعة التى تشتت فيها القومية الكردية وهى ايران وسوريا والعراق وتركيا :
وكانت هناك قوانين معاهدات تعترف بالاكراد ودولتهم لكنها لم تفعل على الارض :
معاهدة سيفر سنة م1920 أعطت الاكراد حق الحكم الذاتى فى المناطق الكردية و زودت بند يقول ان الشعب الكردى من حقه انه ينال الاستقلال من تركيا. وكانت تطورات ايجابيه بالنسبة للأكراد لكن التطورات اللى حصلت بعدها على يد مصطفى اتاتورك غيرت الموقف رغم ان الأكراد ساعدوه ، فكانت النتيجة عقد اتفاقية لوزان سنة 1923 اعترفت بجمهورية تركيا الحديثه ولم تعطي أي حق للأكراد
إن شعب كوردستان يعيش على أرضه التأريخية منذ آلاف السنين و أن كوردستان محتلة من قِبل عدة دول. منذ إحتلال كوردستان أصبح شعب كوردستان مواطنين من الدرجة الثانية في وطنهم و تعرضوا و تعرضت بلادهم للتعريب و التتريك و التفريس الذي نتج عنه إنخفاض شديد في نفوس الكورد و إنكماش الخارطة الجغرافية لكوردستان التي كانت تمتد من الخليج الفارسي الى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود
اكراد العراق كانوا فى حالة ثورة و تمرد لسنين طويلة من وقت ما بريطانيا صنعت العراق فى اتفاقية سايكس-بيكو من الولايات العثمانيه الموصل و بغداد و البصره. اهم تلت اسباب شجعت الاكراد على التمرد هى ان عدد الاكراد فى العراق متركز و كبير بالنسبه لعدد بقية السكان رغم انهم اقل من الاكراد فى تركيا و ايران و دى حاجه خلتهم يكون ليهم فاعليه اكتر من الاكراد فى تركيا و ايران. السبب التانى ان العراق مصطنعه و بالتالى مالهاش كيان سياسى قانونى راسخ زى تركيا و ايران اللى كانوا دول من قرون طويله و عشان كده كان اسهل لاكراد العراق انهم يتذمروا و يتمردوا على الدوله. السبب التالت هو ان غالبية سكان العراق متقسمين لسنه و شيعه ودى حاجه مش موجوده فى تركيا ( السنيه ) و ايران ( الشيعيه ) فده سهل عمليات التمرد للاكراد فى العراق. السلطات العراقيه كانت دايماً خايفه من ان الاكراد يطالبوا بالانفصال وده مش بس اكمنه كان حايقلل تعداد العراقيين لكن كمان اكمنه كان حا يغير نسبة الشيعه بالنسبه للسنيين فى العراق حيث ان الاكراد عامة سنيين و بطبيعة الحال تغيير النسبه كان حاجه خطيره جداً على الدوله العراقيه. من جهه تانيه الدوله العراقيه كانت مدركه إن انفصال الاكراد عن العراق حايأثر جامد جداً على اقتصاد العراق حيث ان تلتين الانتاج و المخزون البترولى و معظم الاراضى الزراعيه الخصبه موجودين فى منطقة الاكراد.
فقضية الاكراد مع تركيا لابد من التعايش واندماجهم فى الدولة لان القضية اتسعت بالتشريد عبر اربع دول .. ولكن من حقهم اقامة احزاب وتعليم ولغة حرة .. وكذلك فى باقى الدول اما قضية القومية الكردية اصبحت بعد ان فعلها الاستعمار صعبة جدا ومعقدة
ثالثا : قضة الاقليات :
قضية تشمل العالم كله مثل العرب داخل اوربا والهنود الحمر حاليا فى امريكا والمسيحيين فى مصر لابد من الاعتراف بهم وحقهم فى المواطنة حقوق وواجبات .. لا لطردهم وهضم حقوقهم وانهم مواطنون من الدرجة العاشرة بل تحديهم كما حدث للجزائريين والعرب فى فرنسا وغيرها .. اما قضية مسيحى مصر فهم نسيج داخل الوطن متداخل المهم ان يبنعد عن التحريض الغرب من اجل الضغط لاهداف استعمارية ومصلحية .. فلابد من العالم ان يراعى حقوق الاقليات فى التعايش لانهم اصبحوا مواطنينم كغيرهم لا يمكن سلخهم عن مجتمعاتهم .
فرضت الحكومة الأميركية، ولعقود عديدة، سياسة الدمج على قبائل الهنود الحمر، حظر عليهم الحديث باللغة الأصلية، وارتداء الزي القومي كما تم حظر الاحتفالات التي تقام بها الطقوس القبلية مثل احتفال “رقصة الأشباح” لقبيلة السيوكس Sioux.
هذه السياسة الاستيعابية أمر مروّع كما ترى كارين بيرد- الأستاذة في جامعة كاليفورنيا وتضيف: إنه استعمار… نحن ببساطة ضحايا الاستعمار الداخلي. فالناس ينسون جذورهم، ويخامرهم الشعور بالعار إزاء هويتهم الحقيقية. لدينا أعلى معدل للانتحار بين الشباب بسبب أزمة الهوية”.
-المفكر سامح سليمان:
أنا غير مؤيد نهائياً لتقسيم الدول ، و بالطبع غير مؤيد للدول القائمه على عنصر أو فئه أو طائفه معينه ، لذا أنا مؤيد لدستور عادل يحمى كافة المواطنين و يعاملهم على السواء و يتم تفعيل قوانينه الداعيه للعداله و المساواة و حماية الأقليات الدينيه أو العرقيه أو الطائفيه بمنتهى الحزم و الحسم و الصرامه و الذكاء الإيجابى ، تحت دعم و أشراف دولى جماعى محايد .
إن تقسيم السودان من وجهة نظرى لم يؤدي الى شئ إيجابي ، و انفصال السودان عن مصر فى الخمسينيات كان بداية ضرر كبير للسودان و خسارة موارد بالنسبه لمصر ، كما أنه لا توجد من وجهة نظرى مجتمعات متحضره تقوم على فئه و احده لا غير ، الفئه الواحده هى مجتمع القبيله و ليس مجتمع الدوله ، التفاعل الصحى الحضارى بين المختلفين و المتناقضين هو ما يصنع الحضاره و الثقافه ذات الأوجه المتعدده .
نعم يوجد تاريخ طويل من الحرب و الدم و الأضطهاد و صراعات أستمرت سنوات و سنوات ،
و لكن لدينا مثال رائع و هو تعاون اليابان مع أمريكا التى قذفتها بالقنابل الذريه فى الحرب العالميه الثانيه و قتلت من شعبها الألاف و لكن لم تفعل ما يفعله مدمنى الحروب و من يتاجروب بالشعارات و الدماء من العنصريين الذىن يتحدثون عن الحرب بين الفلسطينيين
و الصهاينة بأنها حرب دينية بين الإسلام و اليهوديه لاستغلال عواطف الجهلاء و الظهور بمظهر المدافعين عن الدين و هم تجار دم و دين ، السلام هو الحل ، بعد تعويض كل من أضير و محاكمة كل من أجرم محاكمة عادلة و اعطاء كل ذى حق حقه بحياديه مع توافر المرونة و الإرادة لدى كل طرف للحفاظ على دماء أبناء شعبه و بناء دولة متقدمة و نسيان أي تراث من الدم و الكراهية كما فعلت اليابان و كذلك ألمانيا و أصبحت ما قد أصبحت ..