( بوح الحقيقة الغائبة مع بير رستم ) ريبر هبون هو أحمد م . مصطفى Pîr RUSTEM)) , أديب ومفكر كردستاني معرفي ...
(بوح الحقيقة الغائبة مع بير رستم)
وبتاريخ 29_ 1_ 2016،كان لي معه هذا الحوار:
-
نرحب بك في منبرنا المتواضع , لنخوض معاً حول نقاط هامة وتتصل بمجمل جهودك المتعلقة بما تحاول إبرازه كخلاصة أولية لتجاربك في معمعان الكفاح لأجل القضية الكردستانية وقد ذهبت في أحد مقالاتك حول أن كردستان مستعبدة وليست مستعمرة, وإن كان الاختلاف بينك وبين الكاتب اسماعيل بيشكجي في هذا الصدد طفيفاً , فهل العبودية بمسماها الواضح أسبق من الاستعمار كنتيجة واقعية , أم أنه مسلك الحكام والمتسلطين في التعامل مع الشعوب في إطار خطة متراكمة لا تحتمل التجزيئ؟ , هل نتطرق للمستعمرة كواقع ذو منهجية واستراتيجية ؟, والعبودية كمسلك وعقلية؟...كلمة شكر ومحبة أتوجه بها لك ولكل الإخوة والأخوات على منبركم الثقافي مع التمنيات أن نحقق تواصلاً معرفياً ذهنياً يهدف إلى بلورة مشروع فكري ثقافي يخدم قضايانا الوطنية الكوردستانية.. أما بخصوص السؤال والمقارنة بين مفهومي "الإستعمار والإستعباد" للدلالة إلى واقع كوردستان الجيوسياسي فأعتقد أن هناك بون شاسع بين المصطلحين؛ بون معرفي فكري وذلك قبل أن يكون ثقافياً سياسياً وللوقوف على ذاك الفارق لا بد لنا من الوقوف على المصطلحين في تعريفاتها العلمية حيث تقول الموسوعة الحرة بخصوص ذلك ما يلي: "الاستعمار (ويسميه بعض منتقدوه «الاستدمار») هو مصطلح يشير إلى ظاهرة سياسية، اجتماعية وثقافية تشمل إقامة مستوطنات أوروبية خارج أوروبا منذ القرن ال15 واستيلاء الدول الأوروبية سياسيا واقتصاديا على مناطق واسعة في جميع القارات الأخرى، بما في ذلك إخضاع الشعوب القاطنة فيها لحكم الدول الأوروبية واستغلال كنوزها الطبيعية وعمل السكان المحليين لصالح الدول الأوروبية". لكن ورغم ما سبق من تعريف للاستعمار إلا إنه يتميز بعدد من الخصائص تحققه للبلد المستعمر، وقد تطرق الأستاذ إسمايل بيشكجي بنفسه لتلك الخصائص في علاقة الإستعمار البريطاني لأوغندا حيث كتب إن "حدود هذا البلد معروفة ومحدودة. وثمة شعب يعيش في هذا البلد، وهو شعب غير بريطاني. ولا تشكل أوغندا جزء من بريطانيا، كما لا توجد محاولات لتحويل هذا الشعب إلى شعب بريطاني..". بينما الإستعباد مختلف تماماً حيث في تعريف الموسوعة لها؛ بأنه ذاك الجزء من ((التاريخ المعروف للبشرية يشير إلى أن الرق ظاهرة عريقة في القدم، تاريخها هو ذاته تاريخ الاستغلال وظلم الإنسان لأخيه الإنسان. وقد نشأت ظاهرة الاستعباد منذ عشرات الألوف من السنين، وتحديدًا في فترة التحول من الصيد إلى الاعتماد على الزراعة المُنَظّمة كوسيلة لاكتساب الرزق..)) وأضاف الأستاذ بيشكجي محللاً واقع كوردستان وقائلاً؛ "لكن في كردستان خصائص أخرى لا يمكن العثور عليها في المستعمرات التقليدية، وهذه الخصائص هي التي لعبت دورا أساسيا في تدهور مستوى الوضع في كردستان إلى ما دون المستعمرة. ولا يمكن ملاحظة هذه الخصوصيات في المستعمرات التقليدية إلا أنها بادية للعيان في كردستان". وهكذا فإن الأستاذ إسماعيل بيشكجي نفسه يقر بأن واقع كوردستان هو "ما دون الإستعمار"، ربما يكون الإستدمار أو الإستعباد هو الأدق والأصح ليس فقط بمعنى الأسبقية التاريخية وإنما التعبيرية والدالة عن الحالة والواقع الجيوسياسي في كوردستان حيث سياسة الإنكار والإلغاء للهوية والجغرافية والقضية وتاريخ وثقافة شعب وأمة تعتبر إحدى أعرق الأمم في منطقة ميزوبوتاميا والشرق الأوسط.. وبالتالي جاءت قراءتي للدالة السياسية معرفياً ومنهجياً لسلوكيات الإستعمار الغربي التقليدي وما يمارسه حكام الشرق وعلى الأخص الدول الغاصبة لكوردستان من مسلك وعقلية بدائية قروسطية في إستعباد شعبنا وقضيتنا وجغرافيتنا الوطنية ومحاولاتهم الحثيثة لإلغاء شعب وتاريخه وثقافته الوطنية في شرقنا اللعين والقائم على ثقافة الإستعباد والرق والمماليك والغزوات ولذلك لا أعتقد بأن "الاختلاف بيني وبين الكاتب اسماعيل بيشكجي في هذا الصدد طفيفاً"، بل هو تصحيحاً للدالة السياسية في الذهنية الشرقية.
= ما أوجه التشابه والاختلاف بين (الثقافة الوطنية الكوردستانية –الحل-) و(المفاهيم التحزبية النفعية- الواقع-)؟
ما الحلول التي يمكن وضعها ؟, أهو البحث عن التوافقية بين الثقافة والمفهوم,؟ إذا كانت الثقافة نابعة من استقلال الإرادة ونضجها ؟ والمفهوم نابع من سلوك تراكمي عوائدي نفعي ؟
أو البحث عن سبل لنسف المفهوم النفعي لصالح انتصار الثقافة الوطنية الكوردستانية, في حال إمكان ذلك واقعاً متحققاً ؟
أي الحلين أقرب للواقع الكردستاني عموماً (غرب كردستان_ أنموذجاً )؟
السياسة لغويا كما أشار ابن سيده، حيث "قال: وساس الأمر سِياسة. وقبله الصاحب بن عباد والسياسة فعل السائس، والوالي يسوس رعيته، وسُوِّس فلانٌ أمر بني فلان؛ أي: كُلِّف سياستهم.. واصطلاحا تعني رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وتعرف إجرائيا حسب هارولد لاسويل بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل على ماذا (المصادر المحدودة) متى وكيف. أي دراسة تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة (ديفيد إيستون). وعرفها الشيوعيون بانها دراسة العلاقات بين الطبقات، وعرف الواقعيون السياسة بأنها فن الممكن أي دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيا وليس الخطأ الشائع وهو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة". هكذا تعرِّفنا المصادر الفكرية والمعرفية على مفهوم السياسة. بل وتضيف كذلك بأن "السياسة تعبر عن عملية صنع قرارت ملزمة لكل المجتمع تتناول قيم مادية ومعنوية وترمز لمطالب وضغوط وتتم عن طريق تحقيق أهداف ضمن خطط أفراد وجماعات ومؤسسات ونخب حسب ايديولوجيا معينة على مستوى محلي أو إقليمي أو دولي. والسياسة هي علاقة بين حاكم ومحكوم وهي السلطة الأعلى في المجتمعات الإنسانية، حيث السلطة السياسية تعني القدرة على جعل المحكوم يعمل أو لا يعمل أشياء سواء أراد أو لم يرد.. وإن كلمة سياسة يمكن أن تستخدم أيضا للدلالة على تسيير أمور أي جماعة وقيادتها ومعرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة والتفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد.. وأيضاً السياسة هي القيام على الشئ بما يصلحه أي المفترض أن تكون الاجراءات والطرق ووسائلها وغاياتها مشروعة فليست السياسة هي الغاية تبرر الوسيلة وليست ألعاب قذرة فهذا منطق المنافقين الانتهازين وتعرف السياسة أيضا بأنها: كيفية توزع القوة والنفوذ ضمن مجتمع ما أو نظام معين". والآن لنعود إلى واقعنا السياسي وأحزابنا الكوردية حيث وعلى الرغم من تاريخ نصف قرن و(نضالات الحركة الكوردية)، إلا أنها _وللأسف_ تفتقر إلى الكثير من المنهجيات الفكرية والمعرفية وذلك من برامج سياسية مرحلية وإستراتيجية، بل يغلب على أحزابنا الكوردستانية عموماً، تلك العقلية القبلية البدوية في علاقاتها وبنيتها التنظيمية، ناهيك عن غياب الفكر السياسي وبالتالي فإن الإشكالية ليس في التوافق بين "الثقافة الوطنية الكوردستانية" والتي طرحْتها كحل وبين "المفاهيم التحزبية النفعية" وهو الواقع، بل إشكاليتنا في تغييب فكر سياسي عقلاني داخل الحركة الكوردية وهو ما يجب علينا؛ كمجتمع وكوادر ونخب ثقافية فكرية، ترميمه وإنتاج مشروع وطني كوردستاني يجمع كل القوى والأطراف والأحزاب والفعاليات الثقافية والمجتمعية، مشروعاً وطنياً كوردستانياً يجد الجميع له حصة ومهمة في ذاك المشروع الوطني وبالتالي واجب الدفاع عنه وكبديل عن تلك المشاريع الحزبوية الطائفية والتي تذكرنا بالطائفيات المذهبية الدينية في المجتمعات العربية.
= لفتتني عبارة هامة توقفتُ عندها ملياً في أحد مقالاتك بعنوان الثابت والمتحول والذي جاء كرد فعل على أحد أصدقائك قلت فيها ( العقل والقراءات السياسية لا تقف عند ثبات (مقدس)، بل هو في حالة بحث جدلي دائم. )
والسؤال الذي يستدعينا هنا , ألا تتلخص جل أزمات المجتمع الكردستاني كجزء رئيسي من ميراث مجتمع الشرق الأوسط البطرياركي, في اشكالية المقدس الغيبي؟ بخاصة عند طغيان المنظومة الشمولية التي خاطبت لاشعوره الجمعي الديني ونجحت في ترسيخ الفكر الغيبي والتأليهي في ملكات عقله الباطن رغم انتقاله للعلمانية التقليدية ؟؟؟
= الأزمة السورية تدخل عامها الخامس والصراع مازال مستمراً على نحو تصاعدي وتصعيدي , هل تعتقد أن التوافق بين القوى وتشكيلاتها هو من سيجلب للمنطقة الاستقرار الحقيقي؟ أم أنه سيكون عبارة عن تجميل واستعارة أقنعة؟ هل المنطقة السورية مقبلة على توازن جديد أشبه بشعار لا غالب ولا مغلوب وفق المخاض اللبناني؟ , أم أن الصراع سيبقى مستمراً ومحصوراً في خانة مكافحة الإرهاب؟ كيف تقرأ مستقبل الكرد السياسي وفق هذا الصراع القديم الجديد؟؟
سوريا؛ بلداً جيوسياسياً ومكونات إجتماعية إثنية بات يشكل ساحة صراع وحروب متعددة الرؤوس والملامح حيث من جهة هناك الحرب والصراعات التاريخية الدينية بين المذهبين الرئيسيين في الإسلام "السنة والشيعة" والخلافات التي تعود إلى يوم بيعة الخلافة وسقيفة بني ساعدة والصراع على السلطة بين الفرقاء والجماعات أو اللوبيات القرشية.. وهناك كذلك الحرب بالوكالة بين عدد من الجماعات والميليشيات التي تتصارع على الأرض والجغرافية السورية عن مصالح دول إقليمية ومن ورائها الدول السيادية في العالم كأصحاب القرارات والمشاريع الجيوإستراتيجية والعابرة للدول والقارات وفي مقدمتهم كل من روسيا وأمريكا مع حلفاء كل طرف ومحاورهم السياسية، عالمياً وإقليمياً. وأخيراً هناك بعض الحروب والثورات المحدودة لشعوب وأقوام تبحث لها عن موطئ قدم وتثبيت واقع سياسي جديد في فوضى الأزمة التي تعصف بالمنطقة وفي مقدمة تلك الشعوب هو شعبنا الكوردي الذي غبن سياسياً في المراحل السابقة وذلك نتيجة إتفاقيات إستعمارية (لوزان، سايكس-بيكو) لم تراعي مصالح وطموحات شعبنا في نيل إستقلاله السياسي وتكوين دولته أسوةً بشعوب المنطقة والعالم حينذاك ولذلك فإن الكورد يطمحون اليوم إلى تحقيق ذلك على الأرض ضمن ما تحددها الإمكانيات وجملة الشروط والوقائع السياسية ومصالح وأجندات الدول صاحبة القرار الجيوسياسي. وبالتالي ووفق ما يقرأ من جملة العوامل والمشاريع والقوى المتصارعة، يمكننا القول: بأن المنطقة ذاهبة إلى المزيد من الفوضى والصراعات، ربما على غرار ما شهدتها أوربا في القرن الماضي من حروب وإبادات ودمار في حربين كونيتين لنصل إلى تلك القناعات السياسية والوطنية بأن لا حل دون مشاركة الجميع على توافقات سياسية تراعي قدر الإمكان مصالح كل الأطراف المتصارعة على الأرض، وطبعاً الكورد ومصالحهم ستكون جزء من تلك المشاريع والتوافقات، وإلا فإن المزيد من الفوضى والحروب تنتظرنا في سوريا والمنطقة.
= حول المثقف والحزب تقول هنا : ((حان الوقت أن نخرج من تحت عباءة الأحزاب والأيديولوجيات، طبعاً القصد بالخروج لا نعني خروجاً من التنظيمات والأحزاب، بل خروجاً على الأحزاب بحيث أن يكون للمثقف والكاتب الكوردي صوته الخاص به؛ صوته الثقافي الفكري العقلاني، ذاك الصوت الذي يشعرك بالإنتماء للوطن والقضية وليس الحزب والأيديولوجية. ))
كيف يتحقق صوت المعرفي الكردي الوطني في ظل تحكم التنظيمات السلطوية على أهم قنوات الإعلام المرئي والمسموع وحتى السلطة الرابعة؟
أليس الأزمة هنا سلطوية بحتة ومرتبطة بارتباط رجال السلطة بأجندات الدول المهيمنة على موارد المنطقة , ومردها هو استمرار انتداب الدول المافيوية على المنطقة برمتها من خلال استبدال رموز الأنطمة الديكتاتورية برموز جديدة أو الإبقاء على بعضها لكون بديلها غير ناضج ومطلوب بالشكل الذي يخدم مصالحها على المدى غير المنظور (الربيع العربي)؟
أليس بقاء المعرفي في عباءة التصورات الحزبية مرتبط إلى حد كبير بإشكالية السلطة والتبعية؟؟؟
أم أنها إشكالية ذهنية مجتمعية يمكن حلها ؟؟
طبعاً عندما أعلنت عن ندائي للمثقف بأن "يخرج من تحت عباءة الأحزاب والأيديولوجيات" كنت مدركاً لصعوبة إن لم أقل لإستحالة تحقيق النداء مرحلياً على الأقل، لكن وبنفس الوقت كنت مقتنعاً بأن على أحدنا أن يقول: "إني أرى الملك عارياً" وذلك على طريقة ذاك الفتى في قصة الكاتب الدنماركي كريستيان أندرسون الجميلة والمبدعة.. هو صحيح أن الآخرين (الحاشية والرعاع) حاولوا إسكات ذاك الصوت الحي والأخلاقي والنابع عن عفوية صادقة، بل وأُخِذَت القضية من باب التنكيت لـ(صبي لا يعي خطورة المقولة)، لكن وبكل تأكيد فإنها محاولة كي "نلقي حجراً في البركة الراكدة" للثقافة الشرقية عموماً والكوردية على وجه التخصيص، ولا بد سيأتي ذاك اليوم الذي سيجد أحدهم بأن هناك إنتفاخاً في الضمير وأن عليه أن يذهب لأقرب بئر وينادي بأعلى صوته وما يملك من حنجرة وحبال صوتية، بأن الملك ليس عارٍ وعارٌ، بل وأن "لديه أذنا حمار" أيضاً. وبالتالي ورغم قناعاتي الفكرية والسياسية وإدراكي للحصون والقلاع المزروعة والمشيدة في الذهنية الشرقية والقائمة على الإستبداد والمقدس، إلا إنني وببراءة ذاك الطفل، طالبت وأطالب أن يخرج المثقف من تحت العباءة الحزبية الأيديولوجية حيث إن المرحلة التاريخية وأماني وطموحات شعبنا تتطلب منا جميعاً وقفة مع الأخلاق والضمير لنعلن إنتماؤنا للوطن والقضية، عوضاً عن الحزب والأيديولوجية رغم كل شروط الإستبداد و"في ظل تحكم التنظيمات السلطوية على أهم قنوات الإعلام المرئي والمسموع وحتى السلطة الرابعة" ودون أن ننسى بأن التقنية الحديثة فتحت المجال والكثير من الكوات أمام المثقف ليوصل صوته للمتلقي حيث تم كسر ذاك الحصار وتلك القلاع والسجون التي كانت تغلق الأبواب على الفكر والعقول النيرة والكثير من (ثورات الربيع العربي) أنطلقت من خلال مواقع التواصل الإجتماعي ومدونات الناشطين، رغم أن المافيات السياسية تحاول إعادة إنتاج القديم بألوان وأصباغ جديدة، لكن هي مرحلة في عمر الثورات والشعوب.. وهكذا لا بد للمثقف الحقيقي أن يحطم التابوهات والمحرمات وتلك الذهنيات المجتمعية النمطية ليقدم خطاباً فكرياً عقلانياً حراً، بدل الخطاب الحزبي والسلطوي المتكلس
= الأوجلانية والبارزانية إن صح الاصطلاحين باتا واقعاً كردستانياً , ولاشك أن ذلك مرتبط بخلاصة جملة تجارب كردستانية تحررية والتي جاءت إثر تشظيات وترسبات وتصدعات متعددة في مراحل متفاوتة ومتباينة تلتقي وتتنافر كمد وجزر, هل ذلك يعود لثبات خارطة (فرّق تسد) أم أنه يمثل جوهر التضاد الحتمي والمعبر عن طبيعة الاختلاف والتي يمكن أن تكون مصدر تنوع وتنافس سلمي طبيعي؟،أم هو فرز سلطوي جديد سيكون طابع للمنطقة الكردية بخارطتها المحتملة؟،أو ناتج انشطار طبيعي؟ , أم جزء من خلاصة التصادم الذي بلغ ذروته في عشرينيات القرن المنصرم؟
أعتقد إن "الأوجلانية والبارزانية" تختصر مفهوم (وحدة الأضداد) سياسياً كوردياً، أو ما يمكن تسميته وتعريفه بصراع "قايين (قابيل) وهابيل على تقدمة القربان للرب" حيث صراع الإخوة على نيل الرضى والشهادة وهنا في الحالة الكوردية تم إستبدال الرب بالشعب والجغرافيا السياسية ومحاولة كل طرف إقصاء الآخر عن مناطق نفوذه وكأن "الأوجلانية والبارزانية" قدرا كوردي محتوم وليس حالة وواقع سياسي مرحلي حيث ومرة أخرى نجد بأن المقدس واللاهوت الغيبي يهيمن على العقلية السياسية الكوردية وذلك بدل العقلية السياسية البراغماتية، بالإضافة إلى ذلك فإن الإنقسام بين الأوجلانية والبارزانية هو إمتداد لتاريخ موغل في القدم من الإنقسامات القبلية العشائرية والصراع والتخوين للآخر. وكذلك إنها وفي إحدى أوجهها تعبر عن واقع جيوسياسي لكوردستان على إنها "مستعبدة دولية" وبالتالي كل دولة غاصبة تستعبد طرفاً سياسياً كوردياً لصالح أجنداتها السياسية الإقليمية. وهكذا فإن صراع المحورين الكورديين؛ الأوجلانية والبارزانية هو نوع من إستحضار لكل من الثقافي الإستبدادي وللتاريخ الكوردي المشبع بالمآسي والكوارث، إنه إستحضار للديني الغيبي ولتاريخ من التشظي والتصدعات الكوردية تغذيها دول إقليمية في صراعاتها المذهبية والقوموية الفاشية ويأخذ في جانب منها "فرز سلطوي جديد سيكون طابع للمنطقة الكردية بخارطتها المحتملة" حيث ربما نجد في المستقبل القريب "كوردستانتان" وبلونين سياسيين مختلفين وذلك على غرار "الكوريتان"؛ كون مصانع الإنتاج الحربي ستكون بحاجة لأسواق جديدة مستقبلاً وإن نفط كوردستان يجب أن تصب في (طاحونة) بنوك الدول السيادية في العالم
= وفي ختام الحوار لا يسعني سوى شكرك على حضورك , متمنين لك دوام الإبداع والسعادة , كلمة أخيرة تود أن تقولها "؟
إنني سعيد بهذا اللقاء والحوار، لكن السعادة الحقيقية ستكون عندما أجد إنني قدمت إضافة جديدة للمنبر وبأن الحوار أحدث نوع من الحراك المعرفي الثقافي وطرحت أسئلة جدلية جديدة تبحث عن أجوبة للكثير من معضلاتنا وقضايانا السياسية.. مع كل التمنيات لكم ولكل الإخوة والأخوات على المنبر أن نبحث عن الأسئلة الجادة والصحيحة وذلك قبل الخوض في إجابات حقيقية ربما تحتاج للكثير من الوقت والجهد لكشف المستور وغير المعلن، حيث الزوبعة ربما تعمي الكثير من الأبصار عن رؤية الحقيقة.. وبالتالي لا بد من بعض الزمن لنعطي إجاباتنا وكلمتنا الأخيرة، لكن وليعلم الجميع؛ فقد بات الكورد رقماً صعباً في معادلة الشرق الأوسط الجديد وعلى كل الأطراف والدول والمكونات المجتمعية القبول بشراكة الكورد وإلا فلا حلول ولا استقرار في كل المنطقة.
ليست هناك تعليقات