الداسنية، هي قبيلة من الشعب الكردي، ورد ذكرهم في بطون التأريخ، ويذكرهم ياقوت الحموي [1] حيث يقول:(داسن: اسم جبل عظيم في شمالي الموصل من جانب دجلة الشرقي فيه خلق كثير من طوائف الأكراد يقال لهم: الداسنية). وكانت مساكنهم وما زالت في موضع يدعى جبل (داسن) قرب الموصل وإليه انتسبوا.
ورد ذكر داسن في كتب الفتوحات الإسلامية حيث ورد أنه: في زمن الخليفة عمر بن الخطاب ، أرسل قائد الجيش الإسلامي عتبة بن فرقد السلمي سنة عشرين للهجرة فقاتله أهل نينوى، فأخذ حصنها وهو الشرقي عنوة وعبر دجلة فصالحه أهل الحصن الآخر على الجزية(...)ثم فتح المرج وقراه وأرض باهذرى وباعذري وحبتون والحيانة والمعلة ودامير وداسن وجميع معاقل الأكراد.[2] كان أميرهم في أيام الخليفة العباسي المعتصم يدعى "مير جعفر الداسني" وهو الذي تمرد على سلطته فجهز المعتصم جيشا من الأتراك بقيادة إيتاخ. بعد ظهور الشيخ عدي بن مسافر بين ظهرانيهم صاروا من أتباع الشيخ واشتهروا بالعدوية أو يزيدية. في أيام العثمانيين ظهر بين الداسنيين أمير يدعى "مير حسين الداسني" سيطر على اربيل ودهوك واطراف الموصل ونال الحظوة لدى السلطان العثماني سليمان القانوني. اسم داسن اضمحل عدا بعض التسميات من هنا وهناك تشهد لهم بمجد غابر.
ظهر من الداسنية من اشتهر بالموسيقى وهو جمال الدين عمر الداسني الكردي (ولد في1263م) مؤلف كتاب: "الكنز المطلوب في الأنغام والضروب".
الموسيقيّ الكردي, جمال الدين عمر الداسني
هو عمر بن خضر بن جعفر بن زاده الداسني, جمال الدين أبو سعيد الكردي. (و "الداسني" نسبه إلى جبل عظيم في شمالي الموصل من جانب دجلة الشرقي, فيه خلقٌ كثيرٌ من طوائف الأكراد, يقال لهم الداسنية. أنظر: معجم البلدان: ياقوت الحموي، ج 4، مادة/ داسن. هم من أتباع الديانة الإزيدية).
مولده كان في ليلة الجمعة 25 رمضان سنة 661 هـ (1263 م)
كان أبوه قد اتصل بهولاكو, فأجرم جرمةً غيّرت هولاكو عليه, ثم سخط عليه فقتله صلباً, و باع حريمه و أبناءه, فتفرقوا أشتاتاً.
اشترى الصاحب شرف الدين هارون الجويني, صاحب ديوان الممالك في بغداد, عمر هذا و هو صغيرٌ. فصار إليه, و تقرّب إليه و أنفق عليه لمتابعته للغناء.
كان مجلس الجويني مأهولاً برب كل فضيلة, وبكل من يأوي منه إلى فصيلة, وكان يغشاه من أهل الغناء جملةٌ من مشاهير زمانهم في هذا المجال, كالأوحد بن كسبا, وعبد المؤمن فاخر الأرموي, والزين ابن الدهان الموصلي, و حسن النأي, و سعد الدين السليكو, و البدر الأربلي, و أبو بكر التوريزي. و كانوا كلهم أئمة في هذا الشأن.
كان الصاحب ابن الجويني رحب الندى كريماً إلى عمر, فاجتهد في الطلب و أجهد نفسه, حتى فاق في الطرب, و أصبح يعلم جيد الغناء من رديئه بدليلٍ وعن نظر.
ثم جاء إلى بلاد الشام فاختص به الأمير سيف الدين تنكز, الذي كان نائباً للسلطنة المملوكية في بلاد الشام. قرَّبه الأمير تنكز و استخدمه ليعلّم جواريه الغناء و الموسيقى, و كان يتردد بنفسه إليه ويجتمع به. و كان عمر قبل ذلك قد اتصل بملوك ماردين ثم بصاحب حماه, وله معهم أخبار.
عندما بلغ الملك ناصر الدين أبو المعالي محمد بن قلاوون (1285 - 1341), تاسع سلاطين الدولة المملوكية في القاهرة, خبره, إستدعاه و منحه إقطاعاً, حتى أصيب مرةً في عينيه بسهمٍ أصابه في بعض الوقائع, فرتَّب له السلطان راتباً.
وصفه الدمشقي الموسوعي ابن فضل الله شهاب الدين العمري في كتابه "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار", بأنه عَلَمٌ في هذا الشأن بالشام (قاصداً الموسيقى), و فصّل في بعض أغانيه التي اشتهرت له و بيّن مقاماتها و إيقاعاتها في كتابه, منها, صوتٌ له (من الكامل):
مرّ النّسيم على ربوع ديارهم فكأنّما كانوا على ميعاد
و يقول العمري: و هذا قولٌ صنفه في نغمة الراست, مظافر في أربع برداوات آوازين. ومعنى كونه مظافراً أنه يظفر من الراست. وهو أول الأنغام إلى العشاق وهو آخرها. ثم يعود و يظفر من العشاق, وهو آخرها إلى العراق, وهو ثانيها, ثم يظفر من العراق وهو الثاني إلى النوى, وهو الحادي عشر. ومن المعلوم أن بين الراست و العراق آواز هو النيروزي. وبين النوى و العشاق آواز هو الكواشت, دائرته أربعٌ و عشرون دوراً, كل دورٍ إحدى عشرة دقة وربع, وثمن بالسرح. و ضربه الثقيل الخراساني. (يُلاحظ كثرة المصطلحات الكردية الموسيقية)
لعمر بن خضر مؤلفات (ألحانٌ) لشتى الآلات الموسيقية التي شاع استعمالها في ذلك العصر بحسب العمري. كما وضع كتاباً في الموسيقا اسمه "الكنز المطلوب في علم الدواير و الضروب" (له اسم آخر: "الكنز المطلوب في الأنغام والضروب"), و حدّث العمري برؤيته له.
-----------------------
مراجع البوست:
- معجم البلدان: ياقوت الحموي، الجزء الرابع، مادة/ داسن
- بين التاريخ... والمثقفون الايزيديون...الدكتور خليل جندي "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 18 أكتوبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 3 أكتوبر 2011.
- المخطوطات الموسيقية
٤. ابن فضل الله شهاب الدين العمري, مسالك الأبصار في ممالك الأمصار, ج 10, ص 395 ـ 402
٥. ابن حجر العسقلاني, الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة, ج 3, ص 164
٦. محمد قنديل البقلي, الطرب, ص 50
-----------------------
إقتباس المادة
- أربيكا " الموسوعة الحرة "
- مقال للكاتب فخري عبدو
- اللوحة: من مخطوطةٍ لمقامات الحريري, من القرن الثالث عشر.
إرسال تعليق