مجلة الفكر الحر مجلة الفكر الحر
الفكر الحر وإبداء الرأي دون رقابة هما جوهر الحرية الإنسانية وأساس التقدم الحضاري. فالفكر الحر يحرر العقل من قيود التلقين، ويفتح أفق الإبداع والابتكار، بينما يتيح التعبير عن الرأي دون رقابة حوارًا صحيًا يعزز التفاهم ويثري المجتمعات. عندما تُحترم حرية الفكر والكلمة، تنمو بيئة تقدر التنوع، تحترم الاختلاف، وتواجه التحديات بحلول خلاقة. إنها دعوة للجرأة في التفكير والمسؤولية في التعبير، حيث يتلاقى الحق في الحرية مع الواجب في بناء مجتمع متوازن ومستنير............... هيئة تحرير " مجلة الفكر الحر "
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

سكان كوردستان القدماء هم الكورد الزاگروسيون

مهدي كاكەيي
في نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد، هاجر اليونانيون من الطرف الجنوبي من شبه جزيرة البلقان إلى المنطقة التي تُسمّى الآن اليونان [a ، b]. هذا يُثبِت عدم وجود اليونانيين في المنطقة في زمن إبتكار الزراعة وإنتقال اللغة من كوردستان الى الشعوب الناطقة باللغات الهندوأوروپية.
خلال الفترة (2000 - 1500) قبل الميلاد حصل تدفق مهاجرون أمّوريون من جهة الغرب الى شمال ميزوپوتاميا (سوبارتو) أي (إقليم جنوب كوردستان). الى حوالي سنة (1100) قبل الميلاد، كانت بلاد آشور مؤلفة من عدة دويلات ضعيفة يتحكم بها أسلاف الكورد الزاگروسيون، حيث كانت المنطقة يحكمها السوباريون الذين كانوا السكان الأصليين لِجنوب كوردستان الحالي ومؤسسيي مملكة آشور. كما أن أسلاف الكورد الميتانيين حكموا بلاد آشور من سنة (1500) الى سنة (1350) قبل الميلاد، أي لمدة 150 سنة [1]. هذا يعني أنّ المهاجرين الأموريين الذين كانوا أقلية في كوردستان، إستلموا الحُكم الفعلي في مملكة آشور من سنة (1100) قبل الميلاد الى سنة (612) قبل الميلاد التي هي سنة إسقاط الإمبراطورية الآشورية من قِبل الميديين والبابليين، أي أنّ الأمورّيين حكموا آشور لمدة (488) سنة فقط، بينما كانت بلاد آشور تحت الحُكم السوباري والميتاني لأكثر من ألف سنة وأنّ أسلاف الكورد السوباريين هم الذين أسسوا مملكة آشور. بعد إختفاء الإمبراطورية الآشورية، ذاب الأموريون في الشعب الكوردي وإختفوا. من الجدير بالذكر أنّ مصطلح (الأموريون) هو مصطلح جغرافي وليس مصطلحاً إثنياً، وهو متأتٍ من كلمة (أموري) السومرية التي تعني (الغرب) وبذلك فأنّ مصطلح (الأموريون) يعني (السكان الغربيون) أي السكان الذين كانوا يعيشون الى الغرب من ميزوپوتاميا (في الصحراء السورية) وأن (مات أمّوري) تعني باللغة السومرية (البلاد الغربية).
تذكر الدراسات أن الفُرس هم آريون هاجروا من منطقة بحر قزوين إلى بلاد فارس الحالية في حوالي سنة (1100) قبل الميلاد [c]. من هنا ندرك أنّ الفُرس لم يكونوا من السكان الأصليين للمنطقة.
بالنسبة للأرمن، يذكر المؤرخ (مروان المدوَّر) أنّ (هيرودوت) يقول أن الأرمن شعب هندوأوروپي (آري غربي)، غادروا منطقة البلقان في القرن الثاني عشر قبل الميلاد إلى آسيا الصغرى عبر البوسفور والدَّردنيل، ثم توغّلوا شرقاً على مراحل، حتى وصلوا إلى أرارات في أواخر القرن السابع قبل الميلاد، ووصلوا إلى أرمينيا الحالية بُعيد زوال دولة أورارتو [2]، التي أسسها أسلاف الكورد، حيث دامت مملكة أورارتو الى عام 625 قبل الميلاد، وبعد ذلك أصبحت في حماية الميديين ردحاً من الزمن الى أن تم القضاء عليها عند قيام ثورة العشائر الكوردية الگوتية في عام 585 قبل الميلاد بعد إستيلاء الأرمن عليها والذين كانوا يقطنون في غربي بلاد الأورارتيين. يضيف مروان المدوَّر أنه في الواقع لم تكن أرمينيا تُعرَف بهذا الإسم، إذ تشكّل إسم (أرمينيا) كما نعرفه اليوم اعتباراً من أعوام (550 – 521 ق. م) [3]. هكذا وصل الأرمن الى المنطقة في وقت متأخر وهم ليسوا من سكان المنطقة.
من الجدير بالذكر أنه حتى أنه قبل أقل من ألف سنة كان للكورد ممالك وإمارات في أرمينيا وآذربايجان الحاليتَين، كما هو مبين أدناه والتي تؤكد على عُمق تاريخ الوجود الكوردي في المنطقة. كما أنّ اللغة الأرمنية قد إقتسبت مفردات كوردية كثيرة جداً والتي لا تزال مستخدمة فيها.
الإمارات الكوردية
1. إمارة روادي (948 – 1071م): شملت مناطق (مراغة) و(تبريز) و(آذربايجان) و(ورمي) و(خوي) و(سلماس) و(أرمينيا).
2. إمارة شدادي (951 – 1198 م): شملت منطقة (أرّان) في مدن (بردعة) و(دبيل) و(گَنجه Ganja) و(باكو) (وهي مناطق واقعة في كل من أرمينيا وجمهورية آذربايجان الحاليتَين)، حيث امتدت حدودها من مدينة (رواندوز) إلى مدينة (گَنجه) في آذربيجان الحالية.
3. جمهورية كوردستان الحمراء 1923 م: تم تقسيم ﻛوﺮﺩﺳﺘﺎﻥ الى خمسة أجزاء، حيث تمّ إلحاق كل جزء منها الى كل من تركيا وإيران والعراق وسوريا وأرمينيا. قام (لينين) بِكشف أسرار إتفاقية سايكس – پيكو وبذلك خسرت روسيا معظم حصتها من شمال كوردستان والتي تم إلحاقها بِتركيا. بقي جزء صغير من كوردستان تابعاً للإتحاد السوڤيتي والذي أصبح جمهوريةً بإسم (جمهورية كوردستان الحمراء) في 7 تموز من عام 1923 ميلادي. شملت هذه الجمهورية المنطقة ذات الأغلبية الكوردية الواقعة قرب إقليم (ناڤورني كراباخ) التابعة لآذربايجان. كانت تحدها آذربايجان وأرمينيا وجورجيا. كانت مساحتها تبلغ (6210) كيلومتر مربع ونفوسها في سنة 1926 كانت حوالي (51426) نسمة، منهم (37182) شخصاً (72.3%) من الكورد والبقية من الآذريين (27.2%).
بالنسبة للعرب فأنّ تواجدهم في كوردستان جاء نتيجة الاحتلال العربي الإسلامي لكوردستان في عهد عمر بن الخطاب وبذلك كان موطنهم يقتصر على الصحراء العربية. من جهة أخرى، هجرة الأتراك الى المنطقة واحتلالهم لأجزاء من كوردستان بدأت قبل حوالي 900 سنة فقط.
هكذا نرى أن اليونانيين والفُرس والأرمن والعرب والأتراك حديثو العهد في المنطقة قياساً بزمن إكتشاف الزراعة التي حدث في حوالي سنة (12000) قبل الميلاد وإنتقال الزراعة واللغة من كوردستان الى المناطق التي شعوبها تتكلم اليوم اللغات الهندوأوروپية في حوالي سنة 8000 قبل الميلاد. هكذا في تلك العصور الغابرة، كان أسلاف الكورد الزاگروسيون هم السكان الوحيدين في كوردستان. بعد ذلك تفرع الزاگروسيون الى سلالات گوتية وسومرية وإيلامية وخورية وهيتية وكاشية وميدية وغيرها.

ملاحظة:
الصورة العليا: كهف شانيدار الأثري الذي يقع في جبال زاگروس عند الحافة الشمالية الغربية لسلسلة جبال برادوست في جنوب كوردستان.
الصور السفلى من اليسار الى اليمين:
1. أحجار مزخرفة مكتشفة في الموقع الأثري نيفالي – شتوري الواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات الأعلى ويقع في شمال كوردستان.
2. قرية جرمو الأثرية للعصر الحجري الحديث الواقع في منطقة كركوك.

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

مجلة الفكر الحر

2016