حوار مع المعرفي الكوردستاني الباحث حسن خالد- حوار: غيفارا معو

Rêber Hebûn ريبر هبون Reber Hebun
0
حوار مع الكاتب و الباحث الاجتماعي: حسن خالد
في العدد (54) من مجلة هيلما الأدبية لشهر نيسان.
أجرى الحوار رئيس تحريرها الأخ:
Ghifara Fars Maao مشكوراً.

#س1_ حبذا لو عرّف الباحث الاجتماعي: حسن خالد بنفسه، وقدّمها لمحبيه وقرّاءه وبالتفصيل؟
ج1_ ولدتُ في أقاصي شمال غرب منطقة ديرك "منقار البطة" في خارطة ريفٍ منسي، حيث بيادر القرويين تناجي محاصيلهم، وزنودهم التعبة تجني نتاج عرقهم، لأبٍ أمتهن الأعمال الزراعية والرعوية، الصباح عنده والمساء سيان، وأمٍ تستحق وبحق أن تكون شريكة حياة زوجها في الضيق والجهد... درست مرحلتي الإبتدائية في مدرسة القرية وهي عبارة عن غرفتين، إحداها غرفة الأستاذ والثانية بمثابة "الشعبة الوحيدة" لجميع الصفوف من الصف الأول إلى الصف السادس، انتقلنا لغرض دراسة المرحلة الإعدادية إلى المدينة "ديرك" انقطعت أكثر من مرة عن المدرسة، لكن لم انقطع عن القراءة والمطالعة، ولجأت إلى نظام (البكلويا الحرّ) أهلتني درجاتي لاختار الفرع الذي أحب "علم النفس" ولعدم درايتي وخبرتي بنظام المفاضلة والمقابلة الشفهية، قدمت كل خيارات المفاضلة "الفروع والتخصصات" في جامعة دمشق حصرا، خسرت الخيار الأول لعدم حضوري المقابلة الشفهية في حينه "لم أحضر" وتم قبولي في الخيار الثاني "علم الاجتماع" وفق تسلسل خيار الرغبات لنظام المفاضلة، تخرجت بمعدل عالٍ و بدرجة "جيد جدا" في دبلوم الدراسات العليا لم تسعفني ظروفي(الشخصية) لإتمام الماجستير، والذي بقي غصة وحلماً لم يتحقق..
تولد قرية Kanî kerk المعرّبة إلى [الفداء] كما جرت العادة، عمري الآن 47 عاما، متزوج لديّ ثلاثة "سنافر".
عُينت في مدارس ريف دمشق كمرشد اجتماعي، لأني لم أُمنح الموافقة الأمنية للتعيين في "محافظتي" الحسكة، رغم حصولي على ترتيب في مسابقة التعيين، ولها قصة طويلة لا مجال لسردها هنا.
وبعد اندلاع الأحداث في سوريا ولأن المنطقة التي كنت أعيش وأداوم فيها كانت منطقة قلاقل وإضطرابات هربنا منها وخسرنا وظيفةً ومنزلا، والتجأنا إلى إقليم كردستان نهاية عام 2012
موظف مفصول لدواعي (عدم إلتحاق)..

#س2_ ما تأثير البيئة الاجتماعية والسياسية والثقافية على نتاج حسن خالد، وما هي أكثرها تأثيراً على ابداعك؟
ج2_ حتما الإنسان - أيّا يكن - إبن بيئته، فاعلا ومنفعلا يؤثر في محيطه ويتأثر به، والبيئة التي ولدنا ووجدنا أنفسنا فيها، صبغتنا بطابعها والبيئة هي: (العادات والتقاليد ويتفرع عنها تاليا الثقافة العامة) التي تحوينا، ومرحلة الطفولة المبكرة بحسب (مدرسة التحليل النفسي) تفرض طابعها على باقي مراحل الإنسان، وحتى المدينة لم تسلم من وافدها الريفي، حتى باتت ظاهرة للعيان مفهوم (ترييف المدينة)
عموما لا يمكن فصل السياسة عن باقي الجوانب، وندفع إلى الآن ضريبة واقع سياسي - حزبي، صبغ كل شيئ بلونه، واقع صِدامي أثّر في الافراد، ثقافة صِدامية قائمة على طمس كل ما هو مختلف؟ وتقديس الأدلجة التي ساهمت في غياب الوعي الجامع وعززت من الحرمان من "الخصوصية القومية" انتجت "ريف مهمل" يفتقر لمقومات الحياة الكريمة في حدودها الدنيا
أما الأكثر تأثيرا على (إبداعي) أجدها فضفاضة عليّ، فأنا إنسان يسعى لأن يكون ذو بصمة على محيطه الصغير، دون أن تستهويني الشهرة إلا في حدودها الدنيا (الغريزية).
كان للأستاذ محمد قاسم - إبن الجزيرة "رحمه الله" دور البوصلة في المواقف الحياتية الصعبة - وهي كثيرة - في حياتي، كنت أشعر في حضوره بمهابة الكلمة لأنها رسالة ومسؤولية..
الواقع الحزبي "السياسي" طاغً على ما عداها من واقع ثقافية وهي السبب في انتاج "شخصية انهزامية من الداخل"..
ويظهر جليا أنك ترى الرجل "الحزبي" يقود رجل "الثقافة"..
#س3_ حسن خالد يقول: "تستهويني كلمة باحث مهتم بالقضايا الاجتماعية – باحث اجتماعي" رغم انك تملك مواهب جمة منها: "الترجمة من الكوردية إلى العربية" و "كتابة الشعر" و "شعر الهايكو" هل يمكنك توضيح ذلك؟
ج3_ الإنسان بطبعه ميّال إلى التفرد والتميّز، ولا يضير أن تجتمع عدة مهارات في شخصٍ واحد، ينبغي أن يسأل أحدنا نفسه.
ما هي الغاية فيما نقوم به، شعرا أو نثرا رواية أو قصة أو ترجمة أو حتى تأليفا؟..
التوجه العام ينحو نحو التخصص، وفق آليات منهجية وليس اعتباطا، التخصص يعين على ذلك، وكوني تلقيت مفتاح البحث وفق دراستي الجامعية ( ولن أقول تعلمت المنهجية) كما إن التراكمية و الممارسه العملية تساهم في صقل (الإنسان المعرفي) إن سعى لها..
وقد عملت في هذا التخصص عمليا هو من (السهل الممتنع) له لذته وتحدياته لأنك جزء من الوسط الذي تبحث فيه وتغوص في ثناياه ما أمكن والاحتكاك بالناس وقضاياهم ومشاكلهم والمساهمة معهم في حلها أو التخفيف من عقباتها تُشعرك بالرضى والراحة في آن..
لذا فإن هذه اللازمة المرافقة [باحث] تستهويني أكثر من غيرها
أما كتابة الشعر وشعر الهايكو فهي في جزئه الأعم موهبة تُصقل بالممارسة أيضا
وقصة الإنسان والشعر اعتبره لغزا عصيا على الفهم والتفسير، لأن داخل كلٍ منا "شويعِر" إما أن تنميه فيثمر، أو يُهمل فيندثر، وإن سيادة الشعر على ما عداها من التصنيفات الأدبية الأخرى يبرهن على ما نذهب إليه، ولدي عدة مقاربات نقدية في هذا الشأن.
والترجمة آلية نقل حضارية وثقافية ولها شروطها وتحدياتها
#س4_ حسن خالد يملك موهبة جميلة جداً وهي "فن التصوير" الضوئي لماذا لا يحاول [الفنان: حسن خالد] تطوير هذه الموهبة؟
وماهي المعوقات التي تعترض طريقك؟
شكرا لأنك أثرت هذه الجزئية، أعتقد ان الفن هنا يلتقي مع معضلة تناولتها للصنوف الأدبية سابقة الذكر، تُحركني اللحظة الفنية، كما اللحظة الشعرية، لا أسعى لها إنما انتظر ريثما تناديني تلك اللحظة، تفرض نفسها فأمسي حبيس تلبية النداء مرغما؟!!
الإنسان تواق للجمال، والمرتبط بمزاجيته وشخصيته، يصدف ان يكون الفارق الزمني بين لقطة تستهويني وأخرى عدة شهور، لست مقيدا بسقفٍ زمني، إنما تحركني اللحظة الفنية المزاجية الوجدانية، أعشق لحظات الغروب كثيرا، إن كان في الشعر أو في التصوير...
أداتي هي "كاميرا الموبايل" وإلى الآن لم أشعر بأن هذه اللحظة التصويرية قيدتني لأمتهنها، وإن وجِدت لقطات كثيرة ثناءا عند المحيطين ومن الأصدقاء الثقاة.
#س5_ حسن خالد يكتب الدراسات النقدية وله باع طويل في هذا المجال، كيف تجد انتشار الدراسات النقدية في الآونة الأخيرة وخاصة بعد اجتياح السوشيال ميديا 2004 ؟
ج5_ "الدراسات النقدية" أو "المقاربات النقدية" أو "الكتابات النقدية" وغيرها من التسميات، هي في المحصلة من مكملات ومتممات العمل [ الفني - الأدبي - العلمي]...
فالعمل الأدبي - أيّاً يكن- لا يستقيم إلا بتوافر ركنيه "القارئ الذواق" و "الناقد الحرفي" الموضوعي، هما بمثابة البوصلة لأي عمل بشري وفي كافة المجالات "لتصحيح اعوجاج قد يُجد" أو "إضفاء فكرة عليها أو توسعتها أو الثناء عليها وتوكيدها بعيدا عن التملق" على أن لا تكون "القراءة من أجل القراءة" ولا "النقد من أجل النقد" فحسب..
النقد هي مرآة الكاتب ليرى الأشياء كما ينبغي، لا كما يريد.
وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي في العقدين الأخيرين تقريبا كسرت أحتكارية النظام الرسمي، وفسحة التخلص من مقص الرقيب، وباتت نافذة إنطلاق طاقات كامنة لم تأخذ فرصتها - ولا نناقش هنا الأسباب - قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي هذه، لكنها بالمقابل أفرزت فوضى في الساحة لكلِ من هبَّ ودبَّ...
آلية النشر السهل دون مراجعة وتدقيق لغوي، وتوزيع شهادات تتوافق والهوى في النفس البشرية، ساهمت في انتشار هذه الفوضى
ويصعب ضبط هذه الظاهرة إلا من خلال رفع سوية وعي الإنسان ذاته بأهمية ومسؤولية ما يكتب وينشر..
النقد له شروطه ومقوماته، عندما تتوفر هذه الشروط في " شخصية الناقد وقلمه" فهي عملية متممة ومستحبة، وبات تخصصا له ساحه وفرسانه...


#س6_ "شذرات مترجمة" نتاج استقطب الكثير من المثقفين والمهتمين حيث وردت شذرات الكثير منهم والتي قمت بترجمتها من الكُردية إلى العربية أو العكس هل يسعى الأستاذ حسن خالد الى الترجمة الاحترافية كالترجمات العالمية؟
ج6_ يبقى طموحا جارفا، و اعتبر أن كل من يتقن أكثر من لغة، واجبُ عليه "أخلاقيا" أن يُفيد - و ضمن الممكن - في إحداث نوع من التلاقح الثقافي بين ثقافته ولغته وبين الثقافة او اللغة التي يتقنها..
عمليا أقوم بهذه الترجمة لأن [فكرة: شذرات مترجمة] قائمة على ترجمة ما أجده يستحق (التكريد - الترجمة إلى الكردية) سواءا أكان لشخصيات عالمية معروفة، أو شخصيات مغمورة تربطني بهم علاقات ومودة،
كانت ل #مجموعة_فند الفضل في أن يرى وليدي الأول النور لأنها كمجموعة أعانت نفسها بنفسها تنسيقا وتنضيدا ومراجعة ليرى النور، وأتذكر أن لكم أكثر من نص تم توثيقه في كتابنا المطبوع و"اليتيم" إلى الآن
والجزء الثاني أتممته، ينتظر أن نُعتقه من الدروج ليرى النور وعساه يكون قريبا، نبحث عن دار نشر إن توصلنا لصيغة ما لنحرره سويا..


#س7_ الأستاذ حسن معروف بعمله في المنظمات الإنسانية والثقافية وكنت أحد المؤسسين لمنتدى "فند الثقافي" والذي قطع شوطا كبيرا رغم التغطية الإعلامية الشحيحة لها وتوقفتْ للأسباب مختلفة..
هل يأمل الأستاذ حسن الى انعاش تلك التجربة من جديد؟
ج7_ الحديث في العمل الانساني (التطوعي) ذو شجون، لأن الخوض في تفاصيله محفوف بالمخاطر كالسير في حقلٍ مزروع من الالغام، لا تعرف وتاليا تتوقع في أية لحظة أن لغما ما ربما ينفجر، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحديث عن مجموعة: "فند للأنشطة الثقافية" التي ولِدت فكرتها في "خيمة لاجئ" انطلقت الفكرة أساسا لكسر احتكار جهات حزبية تحتكر أو تحاول احتكار المكان والموضوع والنشاط الثقافي برمته لتجييره لسقطاته الحزبية المؤدلجة، وحتى احتكار الجمهور..
كانت الفكرة هي إخراج المواضيع التي تُثار في الخفاء والغرف المظلمة، لنُخرجها إلى العلن في مكان يتبنى النشاطات الثقافية لتغدو تلك المواضيع شأنا اجتماعيا - ثقافيا عاما ونخرجها من الأقبية المظلمة المغمسة بالخوف من "مقص الرقيب الحزبي"..
أعضاء المجموعة شباب ومن الجنسين من المشتغلين و المنشغلين بالهم الثقافي في مخيم دوميز للاجئين الكرد السوريين في إقليم كردستان العراق
توصلنا لصيغة أن يكون النشاط ميدانيا بمسمى "ندوة حوارية" لكسر نمطية المحاضرة التلقينية بواقع فعاليتين في كل شهر
لها أيضا صفحة إلكترونية باتت أكثر نشاطا في حقبة كوفيد19 والغاية هي أرشفة النشاطات والفعاليات المتنوعة كقراءة كتاب، والمساهمة في طباعة كتاب، فعاليات موسيقية ومعارض فنية.
المميز في مجموعة فند أنها كانت انطلاقه لكثيرين ممن وفّرنا لهم الفرصة والدعم لمواجهة الجمهور، وباتوا الآن يغردون ألحانهم، وتفرحنا هذه الحالة، فقد كانت من أسس إنطلاقة مجموعة فند للأنشطة الثقافية فتح المجال للخامات الواعدة وبلغ عدد نشاطتنا التسلسلية حوالي 60 نشاطا وفعالية مؤرشفة..
وكان شعارنا: (من يجد نفسه فنديا فهو فندي)
كأي مجموعة واجهتنا تحديات وحققنا "بصمة" ساهمت في تحريك الساكن بين "المشترك الثقافي" في المخيم، حالت الظروف أن يتفرق الأعضاء عن (الحيز الجغرافي) الذي كان بطل رواية فند، لأن البعد والفرقة كان كفيلا بوضع العصي في العجلات..
سيبقى حلما جميلا وننتظر الفرصة لننعشه، أو نطرق بابا آخر لأن الأهم من إعطاء السمك هو تعلم كيفية الصيد، وجميعنا بلا استثناء بات صيادا...


#س8_ أثار الأستاذ: حسن في إحدى مقالاته "أزمة الهوية والإنتماء"
برأيك: كيف يتم حل هذه الأزمة من خلال المؤسسات المدنية؟
أم من خلال دولة القانون؟
ج8_ من "الإشكاليات المرعبة" التي تعاني منها مجتمعاتنا، لأن هناك انسدادات تقف حائلا ليبرز أحدنا هويته وانتمائه فمن خلال الهوية يبرز وعي الذات الثقافية والاجتماعية سواءا للفرد أو للجماعات.
فإذا كانت الهوية ظاهرة فإن الإنتماء مبطن ينتظر البيئة المناسبة لإظهارها، ولا يمكن محاسبة الإنسان على مشاعره وأحاسيسه
وجزء من حالة الجمود والانسداد التي تعاني منها الشعوب هي عدم قدرتها على المصارحة بهويتها لأن العلاقة هي بين من يستطيع أن يفرض هويته القوية على الهويات الأضعف منها...
وتاليا فإن التيه والضياع والمواربة تكون حاضرة في المجتمعات ذات الهويات المتعددة، وتنتج علاقات "سيطرة" بمفهومها السلبي،
الوعي بالمخاطر هي الكفيلة بحلحلة الإشكالية فلا الدولة تستطيع، ولا الحراك المدني قادر على ذلك، رفع سوية الوعي بين النخب المتنوعة "الثقافية والسياسية والاجتماعية"... كفيلة بإحداث التغيير المنشود في المطالبة بتغيير بنية الدولة تبدأ بإحداث ثورة في الدستور و القوانين ولا تنتهي فقط بتغيير في آلية الحكم لأن الحكم المركزي أثبت فشله في إدارة المجتمعات متعددة الثقافات والهويات، والتي كانت سببا رئيسيا في صراع الهويات
فتعدد الهويات لا تتعارض في مجتمع سقف الوعي فيه عالٍ تُحترم فيها حالة "التنوع" بأبعاده الكثيرة..
ويحتل موضوع " الإنتماء والهوية " حيّزاً هاما في دراسات السلام وحل النزاعات بين الأطراف المتنازعة "أفراداً وجماعات ودول" لما تحمله من حساسية وأهمية في حياة البشر عموما، وفي المناطق الحبلى بالصراعات والنزاعات لأسباب دينية وعرقية ثقافية وسياسية كمنطقتنا ... إلخ
فما هي الهوية؟
ما هو الإنتماء؟
وما الفرق بينهما؟
وهل يمكن أن تتعدد الهويات والإنتماءات لدى الشخص أو الكيان أو المجموعة أو الدولة؟
وتاليا يمكن المساهمة ما أمكن من التقليل من الصراعات التي تحيط بنا، وربما نجد أنفسنا جزءا من الحل بدل أن نجد أنفسا سببا لتلك الصراعات، إن خضنا شرف المحاولة في البحث عن أجوبة مقنعة لتلك التساؤولات؟!


#س9_ كيف يرى حسن خالد عمل "مؤسسات المجتمع المدني" من خلال قراءته التي وضع لها حلول كثيرة ليكون لها المأمول والمراد؟
ج9_ ذهب بعض الفلاسفة وعلماء الاجتماع إلى القول بأن "المجتمع المدني" بمثابة "السلطة الخامسة" نظرا لدورها الكبير والمتنامي في حياة المجتمعات سواءا المحلية أو العابرة للحدود..
ما ينبغي التركيز عليه هي قضية "التمويل" لأن الهاجس يصبح مشروعات عندما تتحول المنظمات إلى إدوات بفعل "المال السياسي" هدفها تمرير أجندات مشبوهة.
تتأتى الخطورة من مدى سرعة تغلغل هذه المنظمات في تفاصيل وجزئيات حياة الناس كونها تمتاز بمرونة في الحركة، فتجمع بيانات التي ترغبها من الناس لأن لأي منظمة "جانب كمي" وهي عبارة عن قاعدة بيانات تجمعها بالنذر اليسير من المال، في الوقت الذي تتطلب جمعها مبالغ طائلة
مع ذلك هناك الجانب الآخر أكثر إشراقا، فهي تقدم خدماتها وفق تخصصها إلى قاعدة واسعة من المستفيدين منها..
وكوننا مصابون عقلا بلوثة "نظرية المؤامرة" فإن التركيز يكون منصبا على الجانب "السلبي" منها على ما يقال عنها؟
فلولا مساهمات منظمات المجتمع المدني للنازحين واللاجئين لكانت أوضاعهم أسوأ مما هم عليه الآن
يمكن ايجاد صيغة توافقة بإيجاد مخرج شفاف وقانوني لاستحداث هيئة في الحكومة تتبع إحدى الوزارات للتنسيق والتعاون بين مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الرسمية وحتى القيام بالمحاسبة و بالرقابة وفق خطط تنفيذ مرحلية للمشايع والقيام بشراكات طويلة أو قصيرة الأمد وفق صيغة يتم التوافق عليها بين الطرفين
والفساد مستشرٍ فيها لأنها حالة مجتمعية لا تنحصر في منظمة أو مؤسسة دون أخرى..
#س10 _ أين يجد حسن خالد نفسه أكثر وفي أيّ المجالات يسعى الى التطوير أكثر "الفن، الشعر الكتابات النقدية، الترجمة؟
ج10_ أجد أن الحدّ الفاصل بين الإنسان وبين ما يقوم به من أعمال ونشاطات وفعاليات [ذاتية أو جماعية] هي"ممارسة المسؤولية" أولا وقبل كل شيئ، لأنها بمثابة جواز سفر إلى القلوب قبل العقول، ولأن الحرية كما أُعرّفها هي "ممارسة المسؤولية"
لستُ فنانا، إلا ضمن ما أغذي به قريحتي الفنية التي تعشعش في داخلي.
و لا أجدني شاعرا أيضا، وإن كنت أكتب الشعر، تستحضرتي اللحظة الشعرية وتستحضرني المواقف فأنا في النهاية إنسان، الذي يُحرك فيَّ جانبا عاطفيا وجدانيا على المستوى الانساني والوطني والقومي، ضمن حدود منطقية كما في [قصيدة: أين الغياب] والتي ألقاها صوتا جميلا الأخ دجوار هرميسي
لدي العديد من القصص المترجمة والقصائد لم ترى طريقها إلى النشر خشية من (جماعة النسخ واللصق) صراحةً، أتذكر أن أحدهم نشر "تعليقا لي، كمنشور منسوب لنفسه على صفحته..
وأسعى لأن أخوض في تجربة "المقاربات النقدية" كون هذا الجانب يشدّني أكثر..
بالإضافة إلى أن واقعنا يفتقد لهذا الطقس كما ينبغي، لأن النقد مرآة جودة العمل
فكلما كثُر (المقدس) في مجتمع ما، زادت مأساته، النقد وحامله كفيلان بأن يُقللاه!!
أما بخصوص الترجمة وكما قلت أعتبر نفسي محبا للغتي ولستُ تخصصيا، والترجمة في بعدٍ من أبعاده أسلوب قبل ان يكون عملية نقل ثقافية لعمل ما، وأجدني أخلاقيا مطالبا بخدمة هذا الجانب ضمن الممكن والمتوفر بحسب ما يعينني عليه مخزوني اللغوي...
#س11_ حسن خالد أحد مسؤولي "مجلة: هيلما الأدبية"
ما رأيك عن قرب بمسيرتها وماهي المقترحات التي تتمنى أن تخطوها المجلة بصورة أكبر؟
وهل تعتقد إن "م. هيلما" نجحت في كسب الأقلام الحرة؟
ج11_ عاشرت الانطلاقة والمراحل التي قطعتها، ولأني ملم بدقائق تفاصيلها، أعتقد أنها واجهت تحديات كما أي منبر في هذه "الفوضى الرقمية" وكانت "الصورة النمطية - التقليدية للمجموعات" هاجسا كما في بداية أيّ عمل.
وأعتقد جازاما أن (اللوغو) والذي يشي بتوجه أيديولوجي معين (شوعي) كان مربكا للكثير ممن لم يستطع الترفع عن هذه النظرة المؤدلجة للأمور!!
وأعتقد أنه حصلت صدامات فيما يتعلق بهذه الجزئية تحديدا.
وربما لميزة "الفوترة" والموافقة على ما ينشر كان عامل حسم في فرز القلم النوعي، عكس التوجه العام في نشر من يشاء في المنبر الذي يشاء ساعة يشاء..
ونقطة قوة أجدها في المنبر وأتمنى أن تستمر فيه، وهي عدم رشوة ناشري النتاجات برشوتهم ببطاقات شكر وتقدير وغيرها من بطاقات الرشوة إلا ضمن حدود تقدير الجهود التي تستحق وليست اعتباطا..
ولأن الكم يفرز النوع "كما يُقال" باتت تستقطب الآن أقلاما مرموقة لكتّاب لهم صولاتهم وجولاتهم في رواقات الأدب ميزة المجلة أنها متنوعة من حيث التنوع الجغرافي، وتاليا العرقي ما يشوفها طغيان الشعر، على ما عداها من الصنوف الأدبية الأخرى، و رويدا رويدا أعتقد أن التنوع باتت سمة لها لأن "أبواب ثابتة" باتت تحتل حيزها المكاني في الأعداد، الحِمل الأكبر يقع على عاتق الأخ گيفارا، رغم محاولات توزيع المهام التي لم تؤتي بثمارها المرجوة بعد..
كل التوفيق لمنبر "هيلما" بشخص رئيس التحرير وللإدارة والأعضاء.
#س12_ آخر همس لك في آذان "الشعراء والكُتّاب والقرّاء والمثقفين بصورة عامة؟
ج12_ أنا أصغر من أن أنصح، هناك قامات وأقلام مسؤولة في هذا المنبر وغيره، نقف في حضرتها تلامذة لهم إنما من باب التجربة المتواضعة في هذه "القارة الزرقاء" والتي باتت قارة حقيقية، وتجاوزا نقول عنها إفتراضية، لأن الكثير من الواجبات والمهام تُنجز من خلالها، لذا من الواجب علينا جميعا أن ننطلق من أن:
الكتابة مسؤولية
النشر مسؤولية
النقد مسؤولية
وينبغي أن يكون لكل حرفٍ ننطقه مهابته، فهي أمانة، والسهم إذا انطلق لا يمكن أن يعود
يمكن أن نستغل الوجه الحسن في هذه القارة، لتجسير الهوة في واقعنا الذي يئن ونسعى لنكون جميعنا رسل "الكلمة المسؤولة"...

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!