في مثل هذا اليوم الموافق 1988/03/16 و على مدى أسابيع متواصلة تعرضت مدينة حلبجة الكُردية لهجمات كيميائية بغاز السارين والغاز الخانق المحرم استخدامها دولياً ، وتم تعريض السكان للاحتجاز القسري والتعذيب والاغتصاب والإعدام الميداني. كانت النتيجة النهائية لهذه الهجمات العسكرية الوحشية مقتل أكثر من 5,000 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال سجل هذا الهجوم على انه أكبر هجوم بالأسلحة الكيماوية في التاريخ موجه ضد منطقة مأهولة بالسكان المدنيين.
من الصعب التفكير في أن أي حكومة أو قوة عسكرية يمكن أن ترتكب جرائم بشعة مثل هذه ضد الأبرياء. ولكن هذا ما حدث في مدينة حلبجة الكُردية، حيث قامت حكومة البعث العراقية بقيادة صدام حسين بارتكاب جريمة حرب بشعة بحق المدنيين، والتي لا يمكن إغفالها.
ومع ذلك، فإن مجزرة حلبجة لم تكن البداية ولا النهاية، فقد شهد الكُرد العديد من الجرائم و الهجمات المروعة ضد الأبرياء و المدنيين الكُرد على مدى السنوات السابقة و التالية .
و نستشهد منها
-مذبحة زيلان في تاريخ 1930/07/12 حيث شنت الدولة الفاشية التركية هجمات على وادي زيلان في محافظة وان في شمال كُردستان الواقعة تحت سلطة الاحتلال التركي
راح ضحيتها حوالي 15,000 قتيل معظمهم من النساء و كبار السن .
-درسيم و على مدار سنتين متتاليتين في تاريخ 1937-1938 شهدت درسيم ثورة كُردية قوبلت بهجمات وحشية من نظام اتاتورك الفاشي و راح ضحيتها اكثر من 14,000 قتيل و تهجير عشرات الآلاف من سكان الكُرد الأصليين .
-شمال كُردستان/الاحتلال التركي ، منذ سنة 1978 شهدت منطقة شمال كُردستان ثورة مسلحة بقيادة حزب العمال الكُردستاني واجهها نظام الاحتلال التركي بعنف و وحشية حيث اجبر الكُرد على التمرد و اختيار النضال المسلح كوسيلة للدفاع عن النفس من مخططات الفاشية التُركية التي تهدف لطمس و اضهاد الكُرد السكان الاصليين راح ضحيتها حوالي 60,000 قتيل و حرق و تدمير حوالي 5,000 قرية كُردية و تهجير حوالي 3,000,000 مليون كُردي من المنطقة ،ولاتزال الثورة مستمرة إلى يومنا هذا .
يجب أن نتذكر دائماً ما حدث في حلبجة و غيرها من المدن الكُردية المضطهدة ، وندعو المجتمع الدولي إلى عدم تجاهل مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية. لابد من التصدي للأفعال المروعة مثل هذه، و محاسبة مرتكبيها وضمان عدم تكرارها .