مبحث لـ: إبراهيم مصطفى (كابان)
خاص شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
أكدت القوات السودانية يوم أمس تحريرها للمنطقة الكردية الواقعة في السودان والقريبة من الحدود مع أثيوبيا، من المجموعات المسلحة الأثيوبية التي أستولت على هذه المنطقة.
وقد مارست الميليشيات الأثيوبية كافة أنواع الترهيب والاعتقالات بحق الأهالي أثناء أستيلائهم على القرى والبلدات الكردية، لا سيما وإن هذه المنطقة تعتبر من أفضل الأماكن الزراعية والخصوبة حول العالم، وغالباً ما تقع عليها النزاعات المسلحة بين الطرفين لأهميتها الاستراتيجية. وأهمية الاستيلاء على خيراتها الزراعية.
إرتباط الكرد بهذه المنطقة الاستراتيجية
وفق بعض السكان الكرد إن تاريخ وصولهم لهذه البلاد تعود إلى الدولة الإيوبية، التي حكمت بلاد الشام ومصر وتوسعت إلى أجزاء من السودان إلا أن الأهالي وكذلك المصادر التاريخية تؤكد وصول الكرد إلى هذه المنطقة تعود لأوائل السلطة العثمانية. ويؤكد السكان إنتمائهم إلى القومية الكردية وإن أجدادهم هاجروا إلى تلك المنطقة منذ قرون، وتعرف هذه المنطقة بفشقة الكبرى ضمن ولاية القضارف - كسلا سابقاً، الواقعة شرق السودان.
منطقة الكردي في جنوب السودان
وعلى مقربة من تلك المنطقة في ولاية كرد فان، التي تعني وبشكل واضح كردية أسم المنطقة، وفان المنطقة المشهورة في شمال كردستان/ تركيا، ويشير الأسم بوضوح إلى الكرد القادمين من منطقة فان. وبالرغم من محاولة البعض من تحريف الاسم أو اتباعها لمسميات أخرى، إلا أن الأسم وفق المؤرخين والأهالي كان لحاكم عثماني كردي يسمى /كردم/ يعود أصوله إلى مدينة فان، من كرد فان. وهناك أبحاث كثيرة في هذا الصدد من الباحثين الكرد السودانيين تشير إلى كردية نسبة من السكان في كلا الولايتين " قضاريف - كسلا/ وكردفان "، كما ويتم إثارة أسماء هذه المناطق هامشاً كبيراً في الاعلام بسبب استراتيجية هذه المنطقة وأهميتها، وتعتبر من أفضل المناطق الزراعية والخصوبة في العالم، شيء ما يشبه أرض كردستان الأم التي تعتبر من أهم المناطق الحيوية في العالم.
وحول سكان المنطقة: تقطن ولاية القضارف مجموعات أثنية من داخل السودان تمثل مختلف قبائله، وأخرى ذات أصول من خارج السودان، كالكرد والإثيوبيين والأريتريين واليمنيين والصوماليين والتشاديين والأقباط المصريين والأرمن وغيرهم. وقد تكونت هذه التركيبة الاجتماعية المتنوعة بسبب الهجرات التي حدثت إبان الحكم التركي وفترة الثورة المهدية ونتيجة للتطور الذي أحدثته الزراعة الآلية في الولاية. وقد اندمجت هذه المجموعات وتعايشت في مجتمع متعدد الثقافات. ويدين السكان بالإسلام والمسيحية على مختلف كنائسها مع وجود أعداد ممن يتبعون الهندوسية في مدينة القضارف.
ويقول الكاتب السوداني حسين ملاسي "أسرة الكردي في القضارف أسرة كبيرة ومشهورة، غالباً المنطقة المسماة بالكردي إحدى مناطق مشاريعهم الزراعية منذ زمن بعيد".
بينما يؤكد الدكتور الصاوي يوسف ان "اسم الكردي اسم شائع في السودان، ولا أستبعد ان تكون المنطقة سميت على اسم ساكنها الاول او الأبرز، كأغلب مناطق السودان. شائع عندنا أسماء مثل: المصري، العراقي، حجازي، المغربي، الشامي الخ، دون ان تكون لهم علاقة بهذه البلاد، مثل اسم تركي في السعودية. عندنا مناطق باسم السليمانية، الحامدية، المسعودية، الجابرية الخ.. منسوبة الى من أسسها."
بينما يقول الباحث جوهر جلال وسو عن مناطق تواجد الكرد في السودان الحالي: إن هناك ولاية كبيرة باسم ولاية كردوفان، هناك روايات عديدة حولها احداها، ان احد الكرد جاء الى هناك من مدينة وان بشمال كوردستان واستقر فيها، وفي رواية اخرى ان كرديا بحث عن الذهب في موقع تلك الولاية واثناء ذلك سقط من على الجبل فردد السكان كردي فان، اي مات الكردي، وعدا ذلك هناك قرية باسم قرية الكردي، واسماء محال عدة تحمل اسم الكردي واسماء كردية مثل دلشاد وكشكول وجيهان وغيرها’.
وحول تعداد الكرد في السودان يقول جلال: ليست هناك احصائيات دقيقة لكنني اعتقد وبحسب البحث الذي اجريته ان عددهم يصل الى حوالي 100 الف حاليا معظمهم في شرق السودان، واكبر الاسر الكردية تحمل اسم القذاريفة يراسها الحاج علي الكردي، يدير افراد تلك الاسرة ناديين رياضيين واسسوا داري سينما ايضاً’.
ويضيف الباحث حول العلاقات الاجتماعية بين الكرد في السودان: إن العلاقات ضعيفة، فاثناء بحثي عثرت على قرية تدعى كردي في ولاية كردوفان، واثناء اشارتي لذلك في حديثي مع استاذي في الجامعة هناك وهو كردي ويدعى عبد الله كردي، اخبرني بانه سوداني ولم يسمع بالقرية من قبل ، لكنه اشار الى انه كانت في السابق جامعة موجودة وتحمل اسم جامعة حاج علي الكردي في ولاية قضاريف وكانت اهلية واجتماعية لكنها لم تعد موجودة ’.
وحول الحياة اليومية للكرد السودانيين: إن معظمهم أغنياء وقل ما يتواجد بينهم فقيراً، الكثير منهم يعملون في التجارة، العطور والبخور يتاجرون بها بين السودان والبلدان العربية الاخرى وهم اصحاب اول معمل للصابون في السودان كان يدعى معمل الصابون الفابريقة الكردي.
عثمان أبو بكر دقنة : أمير الأمراء في جيش محمد أحمد المهدي السوداني
امير عثمان دقنة أن أجداده من جهة أبيه أكراد من ديار بكر، خدموا في الحملة العسكرية التي أرسلها السلطان سليم الأول العثماني إلى سواكن في نحو سنة 1815، وأقاموا فيها مع عشيرة ( البيجا ) المحلية .
بدأ عثمان حياته في التجارة البحرية مع السواحل العربية، وقبض عليه البريطانيون سنة 1877 لحملة الرقيق إلى السودان، فسلموه إلى السلطات المصرية التي زجته في السجن .
عادا إلى سواكن وحاول تهييج الخواطر في عهد الثورة العربية في مصر فلم ينجح، وأرغمه الأهالي على الخروج من البلد فمضى إلى بربرة. ثم التحق بالمهدي في أوائل سنة 1883 ومضى إلى الأبيض. عين أميرا فعاد إلى تلال البحر الحمر وجمع جموع عشيرة (البيجا ) وآخذ يحارب المصريين والبريطانيين منتصرا عليهم في مواقع مختلفة ومفنينا قواتهم. ودعي سنة 1886 إلى العودة إلى أم درمان بعد أن همدت همة العشائر في القتال .
قبض عليه سنة 1900 بعد إعادة احتلال السودان والقضاء على الحركة المهدية، فسجن في رشيد وطرة، وبعد ذلك في وادي حلفا سنة 1908، ومال إلى التصوف في شيخوخته، وحج إلى مكة سنة 1924، ثم عاد إلى وادي حلف حيث توفي سنة 1926. بعد أن نال شهرة واسعة في المعارك لجرأته وأقدامه وبسالته .
طارق کردی واحد من ابرز شخصیات کرد فی السودان حول السید الرئیس المرحوم مام جلال (جلال طالباني)
مشتل الكردي ( لنباتات الزينة وتنسيق الحدائق) ولاية الجزيرة شرق السودان
الشاعر عبدالله حسن كردي (سوداني )
ولد في مدينة كسلا (شرقي السودان)، وتوفي في الخرطوم بحري. وعاش في السودان. تلقى تعليمه الأولي بمدينة «توكر»، ثم الابتدائي بمدينة «سواكن».
عمل مسّاحًا يقيس الأراضي (1906 - 1907)، ثم كاتبًا بالمراكز والمديريات، وطال عمله بالدامر وسط المجاذيب حتى أحيل إلى التقاعد (1941). كان عضو مؤتمر الخريجين، وعمل مع الداعين للخلافة الإسلامية، وكان له نشاط في أندية بورتسودان وسواكن.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد في كتاب «شعراء السودان»، وقصائد نشرتها صحف عصره في الخرطوم، وله ديوان مخطوط جمعه الشاعر مبارك حسن خليفة.
شعره تقليدي وفير، يتميز بنفس شعري طويل إذ تزيد بعض قصائده على الثلاثمائة بيت، أكثره في مديح النبي ، وله تخميس على بردة البوصيري، يفخر في كثير من قصائده بأصله الكردي، ويكثر من تمجيد صلاح الدين الأيوبي لكرديته ولكونه رمز الجهاد في سبيل الإسلام.
--------------------------------
المصادر:
1- وكالات الاخبار
2- موسوعة ويكيبيديا العالمية
3- citypopulation
4- بحث للأستاذ جوهر جلال وسو
5- الكاتب السوداني حسين ملاسي
6- الكاتب السوداني صاوي يوسف
7- صفحة الكرد في السودان
8- مقالات حول الكرد في السودان
إرسال تعليق