مجلة الفكر الحر مجلة الفكر الحر
الفكر الحر وإبداء الرأي دون رقابة هما جوهر الحرية الإنسانية وأساس التقدم الحضاري. فالفكر الحر يحرر العقل من قيود التلقين، ويفتح أفق الإبداع والابتكار، بينما يتيح التعبير عن الرأي دون رقابة حوارًا صحيًا يعزز التفاهم ويثري المجتمعات. عندما تُحترم حرية الفكر والكلمة، تنمو بيئة تقدر التنوع، تحترم الاختلاف، وتواجه التحديات بحلول خلاقة. إنها دعوة للجرأة في التفكير والمسؤولية في التعبير، حيث يتلاقى الحق في الحرية مع الواجب في بناء مجتمع متوازن ومستنير............... هيئة تحرير " مجلة الفكر الحر "
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

الحياة الندية التشاركية الحرة ( المجتمع )

 


بقلم: زينب قنبر
خاص: مجلة "الفكر الحر" العدد الأول 15 نيسان 2020

تعتبر المراة المستعمرة الاولى في التاريخ، كونها الخلية الإجتماعية الأولى التي تعرضت للاستبداد ، والعبودية ، في تاريخ المجتمع الإنساني . متناسين ان المجتمعات الاولى تكونت حول المراة ، وكانت المراة مضطرة للتفكير بشكل دائم ، والإبداع بشكل أكثر لتستطيع القيام بمسؤوليتها كأم في حماية الأطفال والمجتمع ، وهذا ماجعلها تعيش بتوازنٍ في ذكائها العاطفي والتحليلي لاستمرار الحياة . 
أن أعظم الثورات التكنولوجية والعلمية كانت من إنجازات المرأة ، كونها اكتشفت مايخدم المجتمع . 
فالمراة هي من وضعت القواعد الأخلاقية الأولى لحماية المجتمع حيث جعلت كل العلوم تُستخدم لأجل الإنسان . ولأن الحياة كانت مقدسة ، فإن جميع انواع العلوم والأخلاق كانت مكرسة لاستمرارية الحياة ، وصفة القدسية تُعطى لمن يهتم بالعلم ، ولهذا كانت المرأة مقدسة كونها مصدر قوة المعرفة والإبداع في المجتمع الطبيعي . 
مقارنةً بين المجتمع الطبيعي ، والمدنية ، والسلطة ، والذهنية الذكورية ، وصولاً للهيمنة الرأسمالية ، أدى لتهميش دور المراة في كل نواحي الحياة ، وتحقير ماهو عائد للمراة ، بجعله مُضراً ومُعيباً ، وتحويل ماهو عائد للرجل إلى بطولة واعتزاز . 
وعلى مر الزمن ترسخت العبودية والطبقية والإحتكار ، مما أدى إلى فقر في الحياة ، وابتعاد العلم عن خدمة الإنسان ، وهذا ادى إلى انقطاع الذكاء العاطفي عن الذكاء التحليلي ، وبالتالي ابتعد الإنسان عن الأخلاق المجتمعية ، وكان هذا منعطفاً نحو التغيير في الحياة ، حيث بدأت الحروب بالظهور ، ونجم عنها الظلم والاضطهاد ، وهي الثورة المضادة المتحققة في مجتمع المدنية ، على تحول عقلي اكثر تجذراً في الحياة . 
من هنا فقد العلم والمعرفة قدسيتهما كونهما فقدتا الخاصية الاساسية لهما، وهي تحرير الإنسان ، من كل مايكبل إرادته ، كونه انقطع عن أخلاق الحرية والضمير الجماعي للمجتمع الذي الذي تلقى حصته من المعاناة ، من ازمة الرأسمالية . 
لذلك إن اردنا إعادة المجتمعات لشكلها الطبيعي ، والحد من الأزمات ، علينا تسليط الضوء على قضية المراة ، وتعريفها أنها اشمل من الرجل جسدياً واجتماعياً ، وذلك من خلال دورها في الحياة . 
وبدون معرفة طبيعة العلاقة ، بين المراة والرجل ، وأستيعابها ، وتحليلها ، لايمكن أن نتوصل للحلول الممكنة والجذرية للعلاقات الإجتماعية ، التي ترتقي بالمجتمعات نحو الحرية والأخلاق . 
لذا علينا بدايةً ، ان نتعرف على شكل مؤسسة الزواج ، المفروضة على المرأة ، وكيفية تأسيسها في المجتمع الهرمي ، أي مجتمع المدنية ، الذي أنشأ اول حاكمية للرجل متعددة الجوانب ، هذه المؤسسة هي القاعدة الأساسية ، وحجر الزاوية ، لبناء مؤسسة العبودية والتبعية ، الخاصة بالمجتمع البشري ، الذي تجاوز ماشهده أي كائن في الطبيعة على مر العصور . 
ومؤسسة الزواج في نظام عبودي ، كان البداية للتمايز المجتمعي والطبقي والقومي ، بين الساحق والمسحوق على هذه الأرضية دوماً . وبها تحولت الأم الآلهة في سيسيولوجيا الحداثة ، لشخصية أكثر طاعةً و خضوعاً ضمن المجتمع . 
وكفاح الحرية والعدالة و المساواة إزاء العبودية ، هو الضامن الأساسي للمكاسب ، أمام العبودية والاستغلال ، في جميع الميادين الاجتماعية . وهذا بدوره يحتاج لفهمٍ كافٍ لذهنيات العبودية و مؤسساتها ، التي رُسِمَتْ من خلالها ملامح حياة المرأة و بنائها ، ومع الزمن نرى أن الهيمنة التي يُسلطها الرجل المسيطر على حياة المرأة ، آلت بكوكبنا إلي حالةٍ لا تُطاق العيش فيها ، مما يتوجب ضرورة إنقاذ الحياة مع المرأة من ظاهرة الذكورة و سلطته المهيمنة ، لأن الحياة مع المرأة في كنف هذا الوضع يُنبئ بنهاية الحياة . فآلة الانجاب أدت لتزايد سكاني يهدد الكائنات الحية الآخرى . كما أصبح العنف في أوجه ، والحروب التي نعيشها إثباتٌ على صحة هذه الحقيقة . حتى الجنس أصبح أداة استغلال مروعة لدرجة تحولهِ لشذوذٍ جنسي . وبالتالي تتخبط المرأة بين مخالبِ حياةٍ بلا معنى ، يدفعها لحياة بلا معنى ، و ينعكس هذا على المجتمع الذي يبقى بدوره بلا معنى . وبناء على ذلك ، ولأجل العيش بمستوى الشراكة الحرة مع المرأة ، فهناك حاجة لحياة ندية ايكولوجية ، تحتاج لكفاح ذهني و مؤسساتي على صعيد الشراكة الندية الحرة ، حيث لم تعد المرأة أداة لاستمرار النسل ، ولا عاملة للمنزل بلا أجر ، بل تستطيع اثبات ذاتها على كافة الأصعدة . يتحقق فيها العشق المجتمعي ، متحدياً السرطان القاتل للسلطة المهيمنة و العصرية . 
أول خطوة تخطوها في المجتمع البشري بأسم الحياة ، يجب أن تتعلق بالحياة الندية ، و تسخير الدولة و الدين والاقتصاد في خدمة الحياة الندية . 
و على الرجل أن يعلم أن المرأة تعرضت لشتى أنواع العنف و العبودية طيلة تاريخ المدنية منذ ( 5000) سنة ، والحياة الندية لا تعاش بعبودية . فنضال الرجل الحر ضروري بقدر نضال المرأة الحرة ، لترسيخ حياة شراكة ندية حرة في وجه كل المساوئ ، لأنها الحياة التي تُعبر عن الجمال و الصواب ، و الفضيلة والأخلاق ، بالنسبة للأفراد و المجتمع . 
لذا فالعمل على تحقيق الحياة الندية الحرة ، بين الجنسين ، هو نظام فكري واجتماعي ، لحل قضايا المراة والمجتمع. 


فالحياة الندية ترفض مفهوم التملك ، وتُقيم الحرية الاجتماعية بين الجنسين ، على اساس العدالة والمساواة ، وهذا يخلق إرادة حرة ومتكافئة بينهما . وهكذا تتحقق الحياة الندية الحرة التي تليق بالإنسان. 
فالحياة الندية ترفض مفهوم التملك، وتُقيم الحرية الاجتماعية بين الجنسين ، على اساس العدالة والمساواة ، وهذا يخلق إرادة حرة ومتكافئة بينهما . وهكذا تتحقق الحياة الندية الحرة التي تليق بالإنسان.

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

مجلة الفكر الحر

2016