بقلم: ريبر هبون
حين تكتب الأنثى ينهال من بين أصابعها مطر الحب وتندلق من قلبها أنهار العسل وحين تكون الكتابة سلسة وواضحة فإنها تنصاع للجوارح وسيلان المقل حداً تكون فيه الحرائق سيدة تلك المشاعر وحارستها، في قراءتي لهذا الديوان لمست مواطن الشفافية ورقة الإحساس فلم تتفوه الشاعرة ندوة يونس إلا بما يمليه عليها
القلب حيث تجمع ما بين لوعة الشوق للوطن ولهفة الاتحاد الطبيعي بالحبيب، تكتب عن قامشلو فتقول ص 7
كيف سينام الليل
في غياب حلمك
كيف سيسفر الفجر
دون دعوة الفراشات من كفيك
كيف للقصائد أن تتلى
دون نبض قلبك
نلحظ تكرار السؤال الذي يستقصي الحال وهو بوابة لتوطيد الجسور ما بين التوق والجغرافيا ولا تنفك الشاعرة عن التساؤل إنه يوحي أبداً من أن الشعر طريقة تفكير على حد تعبير أرسطو، وفي متن الديوان ظهور للدفاع
عن كدح المرأة والتغني بالمناضلات كما في قصيدة أبرو تيمتك حين تقول ص 16:
حملت كل بيارق الفرح
حملت كل بيارق الثورة
لم تتغاضى
لم تترنح
لم تستسلم
كل الجنود ركعوا أمامها
ولم تركع
ففي كلماتها تلك نعومة ممزوجة بصلابة أنثوية في إبراز دور المرأة ووقفتها لأجل قضيتها ومعاناة شعبها، الشاعرة ندوة يونس حين تكتب عن الحب تتماهى به لدرجة الألم والإذعان لمواثيق الوفاء والإخلاص لتفاصيل
الحب تراها تعبر عن ذلك بكل توءدة حين تقول هنا ص 27
إن غبت عن أغنية اليوم
فتأكد
أنني عن الوعي غائب
أو غادرني الإحساس
لا تسألني عنك
في عين العين أنت
قدر على الجبين مكتوب
وأخيراً لا يسعني سوى بيان بعض الخصائص التي تتمايز بها لغة الشاعرة وهي
تتميز لغتها بكثافة الصور وكثرة التساؤلات كأنها بذلك تترك الباب مشرعاً على احتمالات عديدة أو كأنها تنتظر أجوبة من المتلقي ليجيب كما يرى أو يحس
أدوات الرفض الموجودة على كثرتها في مواضع عديدة من شعرها
مثل لا توقظني من حزني – لا تقف في دربي- لا تكثر من الأسئلة – لا تقرأ دفاتري- لا تعلّم أزهاري- لا
تنشد أية قصيدة مخبئة
كثرة اللاءات إشارة للرفض وبيان لحقيقة الألم الذي لا يبرح كوامن الشاعرة، وفي الديوان الكثير من الدلالات والمراميز استطعت تكثيفها هنا في هذه الدراسة المقتضبة ، وهو حقل مضيء وبحيرة تضم أسراراً لعالم جميل
واعد بكل الحب والأمل.
إرسال تعليق