بقلم : بوزان كرعو
في ظل التطورات السياسية الراهنة والحوارات المتعددة التي تجري بين الجهات الكردية المختلفة، سواء كانت أحزابًا أو وفودًا تمثل الإدارة الذاتية أو قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ، وبين حكومة دمشق أو الوفود الأجنبية التي تزور المناطق الكردية ، يجب أن تكون قضية المهجرين الكورد في مقدمة الأولويات، فالتهجير القسري الذي طال أهالي عفرين وسرى كانيى (رأس العين) وكرى سبي (تل أبيض) يمثل مأساة إنسانية لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها في أي تسوية سياسية مستقبلية.
- المطالبة بعودة المهجرين كأولوية رئيسية
على أي شخص أو وفد يمثل الكورد في أي مفاوضات أو حوارات أن يجعل عودة جميع المهجرين الكورد قسرًا إلى ديارهم مطلبًا رئيسيًا وأولوية لا تقبل المساومة ، وينبغي أن تشمل هذه المطالب عودة أهالي عفرين وسرى كانيى وكرى سبي إلى ديارهم بأمان وكرامة ، بالمقابل يمكن أن تكون هناك مطالبات متوازنة بعودة أهالي الغوطة الشرقية إلى مناطقهم بعد سقوط النظام ، مما يعزز مبدأ العدالة في معالجة ملف التهجير القسري.
- التفاوض بين قسد وحكومة دمشق
تمتلك قوات سوريا الديمقراطية ورقة ضغط هامة في مفاوضاتها مع حكومة دمشق ، وهي السيطرة على الموارد النفطية في المناطق الكردية ، لذلك يجب أن تُستثمر هذه الورقة بقوة لتأمين حقوق المهجرين الكورد ، حيث يمكن لقسد أن تطرح مقايضة ملف النفط مقابل ضمانات واضحة وكفيلة بإعادة المهجرين الكورد إلى ديارهم ، لان ملف النفط يُعد من أقوى الأدوات التفاوضية التي يمكن أن تُستخدم لتحقيق مكاسب إنسانية وسياسية تخدم مصلحة الشعب الكردي.
- نداء للجالية الكردية في أوروبا والنازحين في المخيمات
ينبغي توجيه دعوات صريحة إلى أهالي المناطق المحتلة من عفرين وسرى كانيى وكرى سبي المقيمين في أوروبا والنازحين في المخيمات للقيام بتجمعات وإعتصامات سلمية أمام مقرات الأحزاب الكردية والإدارة الذاتية، وذلك لتوحيد الجهود الشعبية للضغط على الجهات المعنية لإعطاء الأولوية لملف العودة.
كما أن التجمعات والاعتصامات تساهم في إيصال رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن قضية التهجير القسري لا تزال جرحًا مفتوحًا في جسد الشعب الكوردي.
- حملة إعلامية واسعة
لضمان تحقيق هذه الأهداف ، يجب إطلاق حملة إعلامية واسعة تشمل جميع المنابر الإعلامية المحلية والدولية ، لتسليط الضوء على معاناة المهجرين الكورد وإبراز أهمية عودتهم إلى ديارهم كجزء لا يتجزأ من أي اتفاق سياسي قادم ، ويتطلب ذلك تضافر جهود الإعلاميين والنشطاء والسياسيين لإبراز هذه القضية بشكل مكثف ومستمر.
- إصدار بيان واضح
من الضروري أن يصدر أهالي المناطق المحتلة بيانًا رسميًا يوضح موقفهم من أي اتفاق سياسي قريب أو بعيد بين الأطراف الكوردية وحكومة دمشق.
يجب أن ينص البيان على أن أي اتفاق لا يتضمن ملف عودة المهجرين قسرًا إلى ديارهم لا يمثل هذه المناطق ولا أهلها.
هذا الموقف يعزز وحدة الصف الكردي ويؤكد على ضرورة تحقيق العدالة لجميع المهجرين.
واخيراً إن قضية عودة المهجرين الكورد إلى ديارهم ليست مجرد قضية سياسية ، بل هي قضية إنسانية وأخلاقية ترتبط بكرامة الشعب الكوردي وحقه في العيش بأمان في أرضه ، لذلك يتعين على جميع الجهات الكوردية وضع هذا الملف في صدارة أولوياتها والعمل بجدية لتحقيق هذا الهدف من خلال التفاوض والضغط الشعبي والإعلامي.
- كاتب وناشط سياسي
إرسال تعليق